واشنطن أ ف ب اختفت الرفوف المغبرة التي يرزح تحتها 2800 عدد أصدرته مجلة “فوغ” الأميركية منذ العام 1892م لتظهر هذه المحفوظات على بُعد نقرة مستخدمي الإنترنت. والموقع “يضم 400 ألف صفحة تبدو كأنها أصلية على الإنترنت”، بحسب ما أعلنه الصحافي ومصمم المشاريع متعددة الوسائط “مات ديلنغر” والذي أدار هذا المشروع الرقمي لصالح مجموعة “كوندي ناست”، ناشرة مجلة “فوغ”. وتبلغ كلفة الاشتراك في أرشيف المجلة 1575 دولاراً في السنة، أي ما يعادل ثمن رداء من تصميم “دولتشي آند غابانا”. ولا يمكن القول إنه في متناول الجميع، بحسب المدونة المخصصة للموضة “فاشن بومب ديلي” التي قدمت المثل الآتي على سبيل المزاح: “إذا كنتم تعيشون في شقة في نيويورك، ورغبتم بالاشتراك في الموقع الجديد لمحفوظات المجلة، يمكنكم على سبيل المثال الاستغناء عن إيجار شهر!”. وكان “مات ديلنغر” شرح في مقابلة هاتفية من نيويورك أن قيمة هذا الموقع تكمن في إرفاق الصور والإعلانات والثياب كلها منذ العام 1988 بنص تفسيري يسمح لمحرك البحث بالعثور عليها. وأوضح: “كانت مهمتنا تقضي بفهرسة المحفوظات بطريقة تسهل عملية البحث عن الصور والإعلانات، وهذا هو الطابع الجديد الذي يميز عملنا، إذ أن غالبية المحفوظات لا تسمح في أحسن الأحوال إلا بالبحث في النص”. وعلى سبيل المثال، تجري إحالة من يبحث عن ثوب ذي ثنيات من تصميم “بالنسياغا”، إلى العدد الصادر في 15 أيلول/ سبتمبر 1939. وتظهر أبحاث أخرى أنه ومنذ تأسيس مجلة “فوغ” في 17 كانون الأول/ ديسمبر 1892، ذكر اسم “شانيل” 12406 مرات و”ديور” 8970 مرة، و”إيف سان لوران” بحروفه الأولى 7381 مرة. ويسمح الموقع كذلك بتتبع عالم الموضة وصيحاتها، مثل المخمل المضلع الذي غاب عن الأضواء منذ العام 1910 قبل أن يعود إليها في السبعينيات بشكل لافت. وعند تصفح العدد الأول من مجلة “فوغ”، وهي أسبوعية متخصصة بالموضة والمجتمع- أصبحت تصدر مرة واحدة كل شهرين، ثم شهرياً في العام 1973، نكتشف أن العارضة الأولى التي تصدرت غلافها كانت مبتدئة من نيويورك، وأن الغرة القصيرة كانت الموضة تلك الفترة. لكن هذه المحفوظات الإلكترونية لا تخلو من الشوائب، إذ لا تأتي كل الأبحاث بثمارها، إذ لا يمكن العثور مثلاً على المقال الذي نشر في تشرين الأول/ أكتوبر 1990 والذي أثارت فيه العارضة المشهورة “ليندا إيفانجليستا” فضيحة مع تصريحها “لن نظهر لقاء أقل من 10 آلاف دولار في اليوم”. لكن هذه المحفوظات تشكل كنزاً ثميناً، ومصدر وحي لمصممي الموضة بحسب “كارن بوهلكي” مديرة قسم الموضة في جامعة “شيبنسبرغ” في بنسيلفينيا والتي اعتبرت أن المحفوظات تسمح بمقارنة الصيحات، وتتبع تطور الموضة. ولم تعرب مجلة “هاربرز بازار” المنافسة الأبرز ل”فوغ” عن نيتها نشر محفوظاتها على الإنترنت في مقابلة مع وكالة فرانس برس، وما من مشاريع مماثلة في طبعات “فوغ” الأخرى في فرنسا، أو بريطانيا، أو إيطاليا، أو اليابان. الموضة | تقنية | مجلة فوغ