عادة ما تنظم الجمعيات الخيرية والاجتماعية ورجال الأعمال حفلات الزواج الجماعي بهدف التيسير على الشباب والتخفيف عليهم من أعباء التكاليف الباهظة للزواج، ودرجت العادة في هذه المناسبات على أن يكون العرسان من الشباب الذين يدخلون القفص للمرة الأولى أو للمرة الثانية ممن أجبرتهم الظروف على الزواج بعد الطلاق أو الوفاة للزوجة الأولى لأن المتبرعين عادة ما يشترطون أن يكون المستفيد من الزواج الجماعي لم يسبق له الزواج. إلا أن هذه القاعدة تمت مخالفتها في محافظة الخرخير ( 800 كلم عن مدينة نجران) بعد أن نظم أحد العرسان في محافظة الخرخير زواجاً جماعياً كان هو العريس الثاني عشر فيه. وقد بدأت فكرة الزواج الجماعي الذي نظمه أحد أهالي الخرخير المقيمين في الإمارات بأن أعلن في إحدى زياراته للخرخير أنه خطب عند إحدى الأسر وأن موعد زواجه سيكون الخميس 20 صفر وأنه على استعداد لتحمل تكاليف المناسبة عن كل من يريد أن ينضم إليه في الزواج الجماعي الأول في الخرخير. ومنذ هذا الإعلان تحرك الشباب وبعض المتقدمين في العمر بحثاً عن بنات الحلال وكان أن وصل العدد إلى تسعة عرسان بمن فيهم العريس المتبرع. وانضم ثلاثة من الشباب في اللحظات الأخيرة للزواج الجماعي حتى إنهم لم يقرروا الزواج إلا قبل الموعد المحدد ب 72 ساعة فقط وهو الأمر الذي أوقع أهالي الزوجات في حرج تجهيز "العرائس" وخاصة بالذهب لعدم وجود محلات متخصصة ببيع الذهب في الخرخير وعدم وجود الوقت الكافي لشراء الذهب من شرورة نظراً لبعد المسافة. فلجأت الأمهات لاستلاف الذهب ممن سبق لهن الزواج للخروج من هذا الموقف. وما يزيد هذا الزواج الجماعي طرافة أن ثلاثة من العرسان كانوا كبارا في السن وقد تجاوز عمر أحدهم الخمسين عاما. وقد لاقى الزواج تشجيعاً رسمياً ورعاية وحضورا من قبل محافظ الخرخير سعيد بن عبدالله بن حموض الشهراني والمسؤولين في محافظة الخرخير من كافة القطاعات بحضور كافة أهالي المحافظة والتي يبلغ عدد سكانها 7 آلاف نسمة وقد أقيم حفل الرجال في ساحة المحافظة القديمة بينما احتفلت كل عروس بفعاليات الزفاف في بيت أهلها لعدم وجود صالة للأفراح في الخرخير.