اعتبر مثقفون ومفكرون وأدباء أن التطور الملحوظ لسوق عكاظ يحقق نظرة أمير منطقة مكةالمكرمة الأمير خالد الفيصل التي تهدف إلى تنمية المكان والزمان وصولا إلى العالم الأول. ورأى الدكتور عبدالعزيز السبيل أن من يزور سوق عكاظ في كل عام يلحظ بوناً شاسعاً وتحسناً ملحوظاً في الجوانب التنظيمية، قائلا "إذا كان مستوى التنظيم والتغيير والتحديث على هذا المنوال، أجزم أنه بعد سنوات قليلة سيتجاوز سوق عكاظ البعدين المحلي والعربي إلى العالمية، وهذا ما يطمح إليه الأمير خالد الفيصل. وطالب السبيل بأن تصنع الأجيال تاريخها ولا تتكئ على أمجاد الآباء والأجداد، مضيفا أن السوق يمثل التاريخ ويمثّل الماضي، وما أسعدنا في هذا العام والأمير خالد الفيصل يطرح رؤية أخرى، وهي "عكاظ المستقبل". وأضاف السبيل "نحن بقدر اعتزازنا بالماضي وبقدر تمسكنا بهذا التراث وأكثر من ذلك نتطلع إلى المستقبل ونستشرف آفاقه، فأبناء اليوم يجب أن ينظروا إلى الخلف قليلاً ولكن إلى الأمام كثيراً". ويرى الدكتور أبوبكر باقادر أن السوق بشكله الحالي والتطوير الذي يخطط له مستقبلاً، يعد نموذجاً للسياحة الثقافية والتراثية التي تستحوذ على نسبة مرتفعة عالمياً من إقبال السياح، مقارنة بالأنماط السياحية الأخرى، مضيفاً أن إحياء هذه التظاهرة في الموقع الفعلي للسوق يعطيه حضوراً ورمزية كبيرة لدى زائريه". وأعرب باقادر عن تطلعه إلى استمرار السوق على مدار العام، وأن يكون في المستقبل أميز تظاهرة ثقافية على مستوى العالم، لأن سياحة الثقافة والتراث أصبحت اليوم من أهم عناصر الجذب السياحي في معظم دول العالم. من جانبه، وصف رئيس نادي جدة الأدبي الدكتور عبدالمحسن القحطاني السوق بأنه مشروع ثقافي حضاري وطني ينطلق من جذور تاريخية راسخة في الثقافة العربية. وقال القحطاني "بجانب كون سوق عكاظ مكانًا لقرض الشعر والتفنن في إلقائه، كان السوق أيضاً معرضاً تجارياً ومنتدى اجتماعياً حافلاً بجميع أنواع الأنشطة الإنسانية، ومنبرًا يبلغ الحاضرُ الغائب بما أُعلن فيه وما عُقد من معاهدات بين القبائل". وأوضح القحطاني أن فكرة إعادة السوق إلى هذا الشكل الحالي مجهود كبير يستحق التقدير، حيث إنه كان ولا يزال يحتل مكانه في نفوس العرب، قائلا "ما شاهدناه في سوق عكاظ في الأعوام الماضية من معارض متنوعة وبرامج وأنشطة وتواجد كبير من قبل الزوار دليل على الأهمية التي يحظى بها السوق. وتمنى أن يتمخض عن اهتمام المسؤولين بسوق عكاظ ملتقى عالمي يقصده الزوار خلال زيارتهم للطائف بشكل خاص، والمملكة بشكل عام. فيما اعتبر مدير فرع الجمعية العربية السعودية للثقافة والفنون بجدة عبدالله التعزي أن سوق عكاظ يترجم النهضة الثقافية في المملكة ويجسد مكانة الثقافة على أرض المملكة، ويهيئ البيئة المناسبة لاحتضانها والحفاظ عليها، وهو قبل ذلك وبعده يجسد اهتمام القيادة بإحياء هذا السوق، كإضافة للحراك الثقافي. وأشار التعزي إلى أن الاهتمام بالثقافة وتهيئة البيئة اللازمة للحفاظ عليها وتطويرها رسالة وهدف تسمو بهما المملكة. وقال إن "الزائر لسوق عكاظ يجد مفارقة تجمع بين التقنيات الحديثة التي وفرت في موقع السوق مع جغرافية المكان وقيمته التاريخية الأصيلة"، لافتاً إلى أن تحديد موقع السوق جاء بعد دراسة الآثار المتاحة وتحديد الأودية والجبال، وفق الوثائق المدروسة بعناية لتحديد موقع السوق بدقة وبكفاءة علمية. ونوه التعزي إلى أن الأنشطة المقدمة في سوق عكاظ تتنوع لتقدم للزائر مهرجاناً ثرياً في محتواه، يعيد تأصيل القيم الأخلاقية والتاريخية والثقافية لدى العرب باتصاله بسوق عكاظ التاريخي، الذي مثّل هذا الدور لدى العرب، كما يعيد إلى الأذهان أمجاد العرب، ويستعرض ما حفظه ديوان العرب من عيون الشعر ومعلقاته، ويقدم في كل عام احتفاءً بأحد شعراء المعلقات، ليؤكد اتصال التراث بالحاضر، وتجدد المحافظة على الماضي وما حفل به من تاريخ وأحداث وأمجاد. من جانبه، شدد الشاعر عبدالإله جدع على ضرورة أن يتناول سوق عكاظ جميع المعطيات الثقافية والأدبية لإبراز الهوية الحقيقية للسوق، مضيفاً: "إن الاهتمام الكبير بالموروث التاريخي والتراثي في جميع مناطق المملكة هو ديدن الحكومة السعودية منذ القدم، مطالباً في الوقت نفسه الأدباء والمثقفين بالاهتمام بهذا الجانب المهم الذي يعكس الصورة الحقيقية لهذا السوق، والذي يجعل منه معلما مهما للطائف. واعتبر المشرف العام على فرع وزارة الثقافة والإعلام بمنطقة مكةالمكرمة سعود الشيخي أن سوق عكاظ، أصبح تجسيداً حقيقياً لمكانة الثقافة على أرض المملكة، وبيئة مناسبة لاحتضانها والحفاظ عليها، بفضل الرعاية والاهتمام والمتابعة من الأمير خالد الفيصل. وقال إن "إحياء سوق عكاظ ساعد في تهيئة البيئة الخصبة والمناخ الملائم لتألقها وتجاوزها الحدود المحلية والعربية لتصل إلى العالمية"، واصفا سوق عكاظ بأنه مساحة واسعة للتعريف بدور المملكة الريادي في نشر الثقافة والاهتمام بها. يذكر أن النسخة الخامسة من سوق عكاظ ستنطلق تحت رعاية خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز في 22 شوال الجاري.