يُحسب لخادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز الفضل الكبير في نصرة المرأة في مجتمعنا، وليس بمستغرب على ملك أدرك الحقيقة ودرس الواقع المرير، الذي أُجهضت فيه المرأة وهُضمت حقوقها، ومن ثمّ أبرز سيفه البتّار بلسان الحق والشريعة والضوابط الإسلامية مدافعاً عنها، فأعطاها حقوقها، واهتم بشؤونها وتربيتها التربية الصحيحة، التي تحفظ لها كرامتها وعزتها وشموخها كامرأة مسلمة يحسب لها ألف حساب. ولعل تكريم المرحومة مستورة الأحمدي باعتماد نص الجنادرية في حفله السابع والعشرين في شهر ربيع الأول المقبل من كلماتها، وكذلك في مشاركة الشاعرة نجلاء بنت جمال المحيا دليل واضح لكل من أراد استضعاف هذا المخلوق، الذي أوصى به الرسول صلى الله عليه وسلم (فاستوصوا بالنساء خيراً). وكلنا أمل أن يتم في هذا الكرنفال الشعبي الكبير أيضاً تكريم بعض النساء، اللائي برزن في خدمة الإسلام والوطن والمجتمع بمختلف الجهات والمجالات، فحقيقة كلمة الشكر قليلة في حق الأمير متعب بن عبدالله على هذه البادرة الجميلة. وكذلك ما يقوم به الوزير الشاب الأمير نواف بن فيصل (أمير الشباب) من جهود واضحة للنهوض بمجال الرياضة النسائية، ومن ذلك الموافقة على مشاركة فارسات سعوديات بأولمبياد لندن المقبلة، وفق شريعتنا الإسلامية، ولأولئك الذين يضعون الحواجز أمام هذه الجهود أقول «ارجعوا إلى عصر الرسول (صلى الله عليه وسلم) وعصر صحابته، الذين حفظوا المرأة وأعطوها ما تستحقه من العناية، ولا ننسى السيدة عائشة (رضي الله عنها) حيث كانت تسابق الرسول (صلى الله عليه وسلم) وسبقته». وأيضاً الصحابيات (رضوان الله عليهن) اللواتي كن يرافقن الرجال في الجهاد، ويركبن الخيل ويزاولن القتال بأنفسهن، والأدلة الشرعية أكثر من أن تُعدّ وتحصى، ويكفي مثالاً أم عمارة (رضي الله عنها) التي دافعت عن رسول الله (عليه الصلاة والسلام) في موقعة أحد، وصدت عنه طعنة المشرك ابن قميئة فتلقت الطعنة في كتفها، واستمرت على نهجها حتى بعد وفاة الرسول (عليه الصلاة والسلام)، فقد قاتلت في موقعة اليمامة، وقطعت يدها فيها وعادها الخليفة أبو بكر (رضي الله عنه) في بيتها. وبالأمس القريب، وليس عنا ببعيد، حصدت أربع فارسات عربيات المراكز الأربعة الأولى في مسابقة الفروسية الأغلى عالمياً بجوائز تقدر بالملايين، من أصل 71 خيّالة وفارسة من كل البلاد العربية، شاركن في الإمارات في مهرجان الخيل العربي، انطلاقاً من «علموا أولادكم الرماية والسباحة وركوب الخيل». فهي خطوة رائعة للاهتمام بهذه الرياضة، التي لم تصبح حكراً على الرجال في ميادين الفروسية خاصة والرياضة بصفة عامة، وقد آن الأوان للمطالبة بفتح المجال أمام المرأة، للمشاركة في مختلف مناشط الرياضة، التي تتوافق مع شريعتنا وقيمنا، فربما قدنا الحراك الرياضي في هذا المجال مثلما هو حاصل الآن من مشاركة وحراك ثقافي وأدبي قوي للمرأة السعودية، وللجميع أقول «إن بعض العادات والتقاليد قد تكون وصمة عار على جبين العرب والمسلمين، خاصة تلك التي لم ينزل الله بها من سلطان».