القاموس العربي لم يعد قادراً على اكتناز كثير من المفردات التي تنم عن السمو –والشرف- والرفعه, والعزة ويبدو لي انها بمفهوم الكثير غير ملائمة للاوضاع الحالية ولا تصلح للإستخدامات اليوميه ولا يمكن تطبيقها على المجتمع المعاصره . وانفتح القاموس على مفردات جديده تترجم الواقع الاخلاقي والسلوكي المعاصر مثل/ الهوامير – والبلطجية - والتدوير – وإعادة التدوير وغيرها من المصطلحات التي تستوعبها اذن من يعشق الراك اندرول – والراب – والرقص على مؤخرة العجز والرقبة – وعشق موضه القذارة(الديرتي بوي ( وهم الذين يمقتون النظافه . لقد اثرى الفكر البشري من قصص المجرمين حتى أصبحت الرواية العالمية تزخر بهذا النوع الذي يفتخر به كتاب القصة العالمية ,وهم الذين حولوها الى افلام سينمائية تدر الملايين وتستقطب الملايين وكأنما هم يروجون للفساد الأخلاقي في العالم على خشبة المسرح ودور السينما مستخدمين مجالات الفن الابداعي للترويج لهذا الزخم من الفساد وتأصيله في سلوك رعاع البشر وتتسع دائرته بشكل جنوني . يصعب على العقلاء استيعاب ما يجري لا تستغرب أنظمة انهارت خلال اربعة وعشرين ساعة هل من الممكن ان تمد يد العون لغيرها ؟ لقد ألفنا في متغيرات التاريخ فنون التسول من بوابة عيني وقلبي عليك ( ويدي ممدودة اليك)ولم تكف هذه الحكومات بدعوى( الحميه) والمقايضة قائمة دائماً وهي دائماً مثل شوكة البوصلة البحرية – كلمح البصر تتغير من اتجاه الى آخر بفضل وقوة العوامل المؤثرة – فتبقى تنمية الدول واقتصاداتها وانفاقاتها المبرمة- مرهون بمزاجيه الحكومات وودها المزيف لبعضها البعض حتى أن المواطنين في بلدانهم لا يصدقون أن هذه الشمس الحقيقية التي تبزغ علينا في كل صباح من الشرق فلربما أن بعض القوى العظمى تهددنا بحجبها عنا أو جعلها دائمة البزوغ من مكان آخر فنفقد بوصلتنا في الحياة وتصبح الاتجاهات الأصلية . مجرد وهم كانت الأجيال تعيشه, والسؤال الذي يذهل العقلاء متى تشرق الشمس؟ ان ابليس عليه اللعنه , عندما ما علم بأن الله عز وجل سيخلق بشراً من طين بدا يضع في برنامجه الاداري مناصبة العداء وهو لم يره ولم يقابله , وعندما أمر الله الملائكة ومن ظمنهم ابليس بالسجود رفضه وهو لم يدرك نتيجة هذه الرقص وعواقبه ولم يضع ابليس هذا المخلوق الجديد , نداً له حتى يناصبه العدوانيه , فتكون النتيجة الحتمية اما غالب او مغلوب ,بل نظر إليه نظرة استصغار وتحقير منذو الوهلة الأولى . بان قال ( خلقتني من نار وخلقته من طين)وهنا تظهر جدية ونجاح العملية الادارية المتميزة فمنذ الوهلة الولى – لطردهم من الجنة , وضع برنامجاً متكاملاً لإنجاح ما توعد به وذلك ردود فعل لقوله تعالى (لأملأن جهنم منك ومنهم اجمعين) فإدارة الفساد هو تصيد ابناء آدم عليه السلام واغوائهم وهو يضيف رصيداً آخر لمن سبق غوايتهم .وابليس لا يكتفي بإدارة الفساد بل لديه برنامج طويل الأمد يقوم بتقييمه دائماً ويدخل عليه كل انواع المحسنات والحوافز حتى يبقى الفاسد أكثر ألتصاقا بهذه الرنامج واكثر محبه له وولاء ,ويتحول من فرد في عصابه الى زعيم عصابه ثم يضفي اسماء وصفات مثل هامور . وهذا ما اسميه إعادة تدوير الفساد , وهو مصطلح دخل علم الادارة بعد أن اتسعت دائرة الفوضى الاخلاقية والسلوكية والدينية, في المجتمعات واصبحت النظافة العقائديه , والفكريه والسلوكية والبدنيه لا تعني شيئاً في حياة الناس فبدل ان كانت ( النظافة من الإيمان)وهي تعني كل ما سبق بحق تحولت الى شعار يوضع فقط على اماكن ممنوع رمي ما يستغني عنه الانسان مع إيماني العميق واحترامي ( للنظافه من الايمان ) فمشروع ابليس في ذريه آدم عليه السلام هو لا يتوقف عند اغواء الآخرين وإفسادهم بل هو الإصرار على الحفاظ على قاعدة الفساد وترسيخها وعدم التفريط في أي من عناصرها وافرادها والإصرار على تصيد الآخرين والإيقاع بهم ,وتغيير ألوان الفساد حتى تصبح محبوبه ومقبوله لدى الجميع وصرف الانتباه عن الوجه القديم المالوف الذي ثبت بالادلة القرآنية والبراهين بانه هو الفساد و تغيرر الشكل والمظهر يعطي ابليس مساحه كبيرة يغري بها اصحاب انصاف الايمان وانصاف العقول بان لاهناك فساد ولا ادلة على ذلك حتى ولا شبهات . فالفساد هو عملية نسبية في سلوك الناس وكذا الصلاح هو عملية نسبية . لكن الفساد له مرتكز عاطفي في حياة الناس ولهذا هو يمارس في بدايته بسريه تامة ثم يكثر محبوه ومريدوه وتصبح العلاقة بين أفراده حميمية ووثيقة جداً . فإن تابوا عنه علانية مارسوه بعيداً عن أعين الناس و اما الصلاح فهو سلوك عقلاني قلة مريدوه, ثمن الاصرار عليه باهض جداً ولا يستطيع تحملها كل من كان ولهذا يقول الله عز وجل عن آدم عليه السلام ( لم نجد له عزما) وبطء انتشار او ترسيخ مبدأ الصلاح في الامة امراً مشهوداً عبر التاريخ . ولا يقارن بسرعه انتشار وترسيخ الفساد . ولهذا بعث الله الانبياء والمرسلين عليهم السلام . د. فهد بن ابراهيم الحارثي