استيقظ اعرابي على فقدان جمل من قافلة تحمل على ظهورها مؤن وزاد فى وسط صحراء لايعرف اطرافها ولا غياهبها الا متمرس او صاحب دراية بها اوفراسة بطبائع اهلها فهب يبحث عنه في كل حدب وصوب علًه يجد ضالته وهو يقتفى اثره خطوة بخطوه ويتحسس صوته وفجأة رأى رجلا من أهل الديار فسلم وسأله عن ضالته فقال الرجل: اهو اعور قال نعم0قال : اهو ابتر ,قال نعم0قال : أو يحمل عدلة تمر قال جملي عندك 0فأنكر الرجل ذلك ,وذهبا للتقاضي وفصل الخصام0فطرب القاضي لفراسة الرجل وبراعته في وصف ضالة لم ترها عينه وصرف الأعرابي لشأنه0 حتى صارت قصته حديث الناس جيلا بعد جيل وهم يتساءلون هل وجد ضالته ؟ أم انه تاه في مفازة لقي حتفه فيها0 ان المعادلة الاخلاقية فى تحمل المسؤلية ان يعرف الشخص واجباته ويقوم بها كما يجب دون ان ينتظرمن الاخرين شكره والثناء عليه . ويعرف حقوقه ولاينتظر ان تحل به كارثة حتى يجند كل امكاناته ويستنجد بشعوب وامم ليردوا له شيئا من حقه اويموت وهو ينا ضل من اجله0 وهنا لاتسأل متى ولد الفساد؟ لأنك لاتحتاج لتوليد مضاد اومكافح0 فسقوط احد شقي المعادلة فى النظام الأنساني هو هلاك الكائن البشري الذي يعتمد بقاؤه علي قيد الحياة , وجود آلية تفعل المنظومة الاخلاقيةوتحميها, وماانهيار الامم سابقا ولاحقا الانتيجة التمادى في ايجاد طرق التفافية تصور للاخرين ان من الممكن الاكتفاء بالنسبية في اداء الواجبات وعدم التشدد والمطالبة بالحقوق0 ان الفساد لايكتشف من تضخم الفساد في حياة المفسد لأنه يمارسه بطرق متعددة يتستر عليها طوال حياته الي ان يصبح هذا هو سلوكه المألوف الذي يمارسة علننا ايماننا منه بانه اصبح خلق المجتمع وديدن حياتهم واصبح المجتمع لاينكر هذا السلوك ان الروائح الكريهة التي تفوح ممن يتربعون علي كراسي الشأن العام لاتنتهى بالقصاص منهم اومغادرتهم الساحة التي كانوا هم اباطرتها, بل التعرف علي الاساليب التي يمارسونها فى اعمالهم الكهنوتيه وشعوذاتهم السلوكية وتضليلهم عين الرقيب بطول المسبحة وتوابعها0 ان الأيدي التي لم تعفر جلدها بثري الوطن وتغوص في عمق طينه الذي خلقت منه لايمكن ان تبني اوطان الشرفاء ولاتحافظ علي مقدراتها وقيمها. بل تبني اشكالا هلامية ولو افلحت لكان اولي ان تبني ماخلفته الاعاصير التي اقتلعت حصون وقلاع كانت ملاذا للفساد وهوت علي صعيد لم يرحمها, قدتكون سرقة اموال وثروات امة اهون من سرقة هوية امة او التواطؤ عليها اوتذويبها فى غيرها وتغييبها عن الحقائق فى خضم بحثها عن لقمة عيشها. وتضليلها باكاذيب تجعل من المجاورين لها يتجاوزونها في مسارات النجاح بعقود وتهيئتها لان تكون لقمة سائغة لأعدائها وتلك هي الخطيئة التي لاتغتفر0 فالفساد عندما ظهر علي سلوك ابليس عليه من الله مايستحق كان فسادا اخلاقيا وهو في الملأ الاعلي طرد وابعد فحول الفساد الاخلاقي الي عقيدة تظمن له ديمومة بقائه علي وجه الارض في حرب علي جعل القساد عقيدة وسلوك بينه وبين بني آدم ندية علي توسيع ساحة المعركة وتنوع اساليبها الايستحق هذا الوطن ان نضحى من اجله .بلا ورب العرش. ان من يعشق ثرى ارض الحرمين يجب ان يتفانى فى خدمتها0