حماية المستهلك لا يجب أن يقتصر دورها على مراقبة الأسعار وجودة السلع فقط ، مع العلم أنها في هذا الدور إلى الآن لم تثبت نجاح في مراقبة الأسعار وضبط المتلاعبين بها ، ولم نسمع يوم من الأيام أن الجمعية قامت بالتشهير بأحد من التجار ، بل على العكس أكدت أنها تخجل من التشهير بأسماء التجار لان ذلك يتسبب في حرج كبير لتاجر عند أبناء قبيلته ويؤثر على سمعته ، وذلك على لسان رئيسها في أحد الندوات الصحفية ، وإذا تجاوزنا عن هذه النقطة، وتكلمنا بأكثر عمق وشموليه فأن جمعية حماية المستهلك يقع على عاتقها شيء أكبر من ذلك تجاه المستهلك بحيث يتوجب عليها أن تقوم بدورات وورش عمل لتعريف المستهلك بالثقافة الاستهلاكية الصحيحة لأنه كما يعلم الجميع ليس لدينا ثقافة استهلاكية توازي ما يوجد في الدول المتقدمة وإنما يوجد لدينا عشوائية في الشراء وفي انتقاء جودة السلع والأقل تكلفة ، والمثال على ذلك ما نراه في آخر كل شهر من روتين يتكرر حيث ترى المحلات مكتظة بزبائن ولو بادرت بطرح سؤال على أحدهم هل رقابة مؤشر السلع سواء على موقع وزارة التجارة أو ما تنشره الصحف؟الإجابة حتما لا .فتجده يشتري ما يريده وما لا يريده ويتبع قاعدة اشتري ما تحب ولكن لا تشتري ما تحتاجه ،وعليه يتوجب على الجمعية أن تقوم بدور كبير في توعية المستهلك ورفع ثقافته الاستهلاكية ،ومن ناحية أخرى و لتكمل دور التوعية الذي يجب أن يكون من أولوياتها يتوجب عليها أيضا تثقيف العاملين بالمحلات في كيفية تخزين السلع التخزين الصحيح لأن طرق التخزين الخاطئة تضعف جودة السلع وتؤثر على صحة المستهلك . ولعمل هذا الدور الكبير يجب على الجمعية هنا تنشئ أكثر من مقر لها ،لأنه كما يعلم الجميع ليس لديها سوي مركزين فقط في الرياضوجده وهذا غير كافي ،ولتفتح الجمعية فرع في كل مدينة يتوجب وجود ميزانيات كبيرة، لكن من وجهة نظري لو تم ربطها بالغرف التجارية في كل المدن بذلك نظمن تواجدها في كل مدينة وأن يكون لها موظفين ميدانيين لرصد الأسعار في كل مدينه ،ويجب أن تكون لها قاعدة معلومات أو تنسيق مع الجمارك ووزارة التجارة لمراقبه الأسعار وجودة السلع قبل دخولها للبلاد، وأيضا يكون لها دور فاعل ومؤثر وأن ترفع للجهات العليا في فك احتكار السلع من التجار لأنه مادام هناك سلعة محتكرة فإن في كل يوم سيكون لها سعر، والمتضرر المستهلك، والاحتكار من أهم الأشياء التي تؤرق المستهلك ف إذا فعلت كل ذلك فإنه تكون قد حققت ولو جزء بسيط من الأهداف التي أنشئت من أجلها وهي حماية ذلك المستهلك . همسه حماية المستهلك إذا لم تسرع في معالجة أخطائها وتقويم أدائها يجب عليها سرعة المبادرة بعقد جمعيتها العمومية وتحويل مسماها من حماية مستهلك إلى حماية التاجر ... ضد المستهلك وسأكون أول المصفقين لذلك القرار الشجاع .