منذ زمن ونحن نسمع بأن الخطوط مقبلة على سنوات مزدهرة وتغير كبير في الهيكل الإداري والفني و ... و .. الخ ، ولكننا بتنا نحسب في السنوات تلو السنوات والتي يطلقون الوعود بها ، فبحلول عام 2020 م سنكون على موعد مع إكمال الخطوط لدراستها التي ستحسن من خلالها مستوى الطائرات ، وفي عام 2050 م سنحتفل بإذن الله أو بالأحرى سيحتفل أبناءنا بتحسين الخدمات ، وفي العام 2070 م سيحتفل أبناءنا وأبنائهم بتحسين مستوى الكوادر والمهمات ، وعندما تكتمل كل تلك الخطط وتنفذ سيكون الناس حينها منشغلون في أنفسهم وكيفية التخلص من فتنة المسيح الدجال ! رغم أن الحديث عن هذا الموضوع أصبح ممل جدا إلا أنني سأكتب ما بقلبي مع علمي المسبق بأنه لا حياة لمن تنادي والمعاناة تزداد يوما بعد يوم . احمل في قلبي ذكريات مؤلمة جدا ، ومواقف مؤسفة ومخجلة ، تدافع في الطوابير أمام الكاونترات ، وتأخر الرحلات ، إلغاء حجوزات ، تعامل سيء ، وسوء خدمة ، وارتفاع أسعار .. الخ كل ذلك حدث ويحدث في الخطوط السعودية منذ عقود عديدة وهي لم تتعلم من الأخطاء بل لا تريد أن تتعلم ، ولم ولن تلقي لملاحظات العملاء أي بال ولا اهتمام ، ولن تستجيب للنقد . وقد قال لي احد أصدقائي بكل صراحة لم يبقى من السوء في خطوطنا إلا أن نسمع في يوم من الأيام عن سقوط طائرة تخص هذه الشركة ، وهو بالفعل الشيء الوحيد من السوء الذي لم نسمع عنه ولله الحمد . كانت الصورة عن تلك الخطوط سوداء فازدادت سوادا كالح على سواد حتى انك لا ترى من خلاله بصيص أمل بضوء قادم البتة ، وما يؤلمني أكثر هو الاحتكار المقيت ، وحتى لو دخلت عدة شركات السوق المحلي فلن يغير ذلك شيء لأن ( الأصل ثابت والفرع متحرك ) . ما يجعل شركتنا تتراجع عاما بعد عام هو عدم وجود منافس قوي لها في السوق المحلية ولو وجدنا المنافس حتما سترون موظفي الخطوط السعودية بمكبرات الصوت لمناداة الركاب أسوة بباص مناحي فهو يقدم نفس الخدمة . ما جعلني أعود لهذه الشركة عدة أسباب من أهمها عدم وجود البديل . رغم قناعتي بسوء الخدمة . وكل ما نراه من تحسين الصورة إنما هو على الورق وفي الوسائل الإعلامية كفقاعة صابون أو ذر رماد في وجوه العملاء ، وكل الصفقات التي نسمع بها بين الفينة والأخرى مجرد كلام لن يغير من الوضع شيئا ، وإلا ما الفائدة المرجوة من إبرام العقود والصفقات والخدمة هي الخدمة سوء يتلوه سوء وتعامل كالخدمة المقدمة لا تمت للتقدم بصلة ، وأسعار ملتهبة دون مقابل . بكل أسف خطوطنا نقطة سوداء في بياض رسمته الخطوط الأخرى ، وكل الشركات تتطور وتطورها يصب في صالح العميل ، عدا شركتنا المحترمة فهي تتطور لمصلحتها الشخصية واستنزاف جيوب المواطنين دون تقديم أدنى مستوى خدماتي يحلل لهم اخذ هذه المبالغ . وحتى تعلم ما تتمتع به هذه الشركة من مزايا لا ولن تجدها أبدا في الشركات العالمية الأخرى أنظر الفرق بين مقعد الأولى والمقعد السياحي ستجد الفرق قطعة قماش ازرق ( ستارة ) وفنجان قهوة عربي وحبتين تمر ورغم ذلك الفرق المادي بينهما شاسع . تجربتي الأخيرة مع الخطوط السعودية ثرية بالحكايات والمغامرات ، كانت رحلتي متجهه من جدة إلى القصيم ، ولكنها لم تتجه لأن سيدتي \" السعودية \" كان لها الكلمة وتنادي بصوت جهوري \" لا لاحترام المواعيد ، ولا للالتزام ، ولا لتقدير الظروف \" حكاية هذه الرحلة وغيرها كثير كان يجب ان تدرج في حكايات ( ألف ليلة وليلة من الحزن ) انتظار في انتظار حتى مل المطار انتظارنا ، لا داعي ولا مجيب ، الصمت كان السمة الأبرز على وجوه موظفي الخطوط ، وحتى اختصر فقد ذهبت ساعات النهار كاملا وجزء من ساعات الليل على أمل إعلان موعد الإقلاع ، ولن أبحث معكم عن تفاصيل تلك الساعات المملة في أزقة المطار ، فقد ألفت وجوه الموظفين وعرفت مواعد استلام وتسليم الفرق العاملة في المطار ، المهم أن كل من يقرأ حروفي هذه أعلم أن لديه موقف سلبي مع الخطوط ، ولن أصيبكم بالضغط والسكر . كل الأماني أن تجد حروف النقاد آذان صاغية تعمل جاهدة لتغيير صورة هذه الشركة القاتمة ، وتغير من سلوكها الاستعلائي ، وثقافتها البالية . ونصيحتي لكل من يرغب اختيار الخطوط السعودية أن يصطحب معه جميع أغراض النوم حتى لو استوجب الأمر اصطحاب سرير لأن الانتظار قد يطول ويطول . عزيزي المسافر : شكرا لاختيارك الإجباري للخطوط السعودية . طلال الثبيتي