قابلت طالبا يدرس بالصف الرابع فشاركته الحديث وأردت اختباره في مادة القواعد بحكم تخصصي فسألته عن كلمة ( يمشي ) أفعل هي أم اسم ، فبادر بالإجابة قائلاً إنها اسم ، فذهلت من إجابته لكن سرعان ما تلاشى هذا الذهول بعد أن عرفت السبب ، فمعلمهم يغيب أكثر مما يحضر وإن حضر وقف متفرجاً ، ويتملص من حصته متى ما سنحت له الفرصة ، والرواية للطالب . تساءلت بعدها عن حال هذا الطالب البريء وغيره الكثير من أبنائنا الطلاب الذين هم ضحية لهمجية وعنجهية بعض المعلمين الذين لا يقدرون المسؤولية ولا يلقون لها بالاً . تساءلت عن نظام التقويم المستمر وكيفية تطبيقه من قبل المعلمين ، فعلمت أن بعضهم يعمل بمقولة ( نَجِّح تَسلَم ) والمقصود تسلم من مسائلة المدير والمشرف وغيرهم عندما تقوم بترسيب الطالب . بعض معلمينا لهم أجسام البغال وأحلام العصافير ، وخاصة إذا تعلق الأمر بالجدول المدرسي . بعض معلمينا للأسف تأخر في الحضور الصباحي واستعجال في الانصراف . فلو طلبت منه إنشاد النشيد الوطني لفر هارباً مولولاً ، ولو سألته عن توصيات سوق الأسهم لفندها لك تفنيداً . بعض معلمينا لا يبقى في حصته ، فتجده واقفاً على باب الفصل – كأنهم خشب مسنده – . بعض معلمينا لا يجيد استخدام الوسائل التعليمية ومنها الحاسب الآلي . بعض معلمينا يجهل كثيراً من أهداف التعليم وأنظمته ، ولو سألته عن أهداف التعليم في المملكة لوقف مندهشاً لا يدري ما يقول . بعض معلمينا ليس لديه قاعدة ثقافية لا من ناحية تخصصه ولا من جهة التخصصات الأخرى . بعض معلمينا....... وبعض معلمينا............ والحكاية تطول . يقول عمر بن الخطاب لو عثرت بغله بالعراق لسألنى الله لما لم تمهد لها الطريق يا عمر؟ لمثل هذا يذوب القلب من كمد .... إن كان في القلب إسلام وإيمانُ أيننا من عمر . . لا ننظر إلى عمر فعمر في زمن كله رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه . بل ننظر إلى الرعيل الأول من المعلمين من خدمتهم تجاوزت العشرين عاماً ، ولننظر إلى منجزاتهم ومخرجاتهم فاصلة : علم + أخلاق + عمل = نهضة لا بد أن يعي المعلمون جميعاً هذه المعادلة إذا أرادوا نهضة الأمة واللِّحَاق بركب الأمم المتقدمة قلم رصاص