كنت أقول للأستاذ سلطان البازعي حين قدّمته في الملتقى الثقافي قبل أشهر إننا في فنون الدمام متماهون تماماً مع إدارة عيد الناصر، لكننا نرغب في الانتخابات. يومها، لم يكن في حقيبة البازعي أي موعد واضح لهذه الخطوة التي من المؤكد أنها -لو شرّعت- ستدعم الحراك المؤسساتي والثقافي في البلاد، غير أنه قال «نأمل أن تكون قريبة». قبل أيام، ورغبة منه في الانتخابات وتجديد الدماء قدّم الناصر استقالته مودعاً كرسي الجمعية بعد إدارة استمرت ثلاث سنواتٍ، في دورتين، اتّسمت بالنجاح في فعالياتها، وفي تعاقداتها المستمرة مع شركاء تنمويين، وفي مشاركاتها الفاعلة مع مؤسسات إعلامية وثقافية. والأهم نجاحه المشهود له في القدرة الحكيمة على التواصل الإنساني، ومدّ الجسور الثقافية مع جميع فرقاء الوطن من محافظين وليبراليين. هذه الاستقالة وضعت ملف الانتخابات في المقدمة من جديد، لا سيما أنّ الإدارة في الرياض لم تتأخر كثيراً في تقديم بدائل ثقافية سريعة وقوية، كان على رأسهم الشاعر أحمد الملا الذي يأتي من الثمانينيات محمّلا بوهجه الشعري، وبثقله الثقافي والإداري، وبكاريزماه المحبوبة في الوسط. ربما خبر الاستقالة أقلق المسرحيين والفنانين حيال المرشّح القادم، لكن الملا بقبوله التكليف غيّر الخارطة وبدد القلق. ليترك السؤال مفتوحاً، هل «كره» المثقفون الانتخابات بعد تجربتهم المريرة في ماراثون الأندية التي أفرزت –في الغالب- أنصاف مثقفين يديرون المشهد بمزاج بيروقراطي؟ وهل يأتي الملا مديراً وفي حقيبته العمل على هذا المشروع الشائك؟ خصوصاً إذا ما تذكرنا بأنه مع بقية أعضاء مجلس أدبي الدمام عام 2010م قدّموا استقالة جماعية احتجاجاً على تجميد اللائحة الأساسية، في خطوة ضاغطة على الوزارة لتفعيل ملف الانتخابات. علينا أن ننتظر الملا لنرى.