تستطيع أن تنتقل بفكرك من المناطق المظلمة، القابعة في زاوية واحدة، إلى نظرة ثاقبة، تبصر جميع الزوايا… ولن يتحقق ذلك إلا بالبحث والتحري عن الفكرة أو المعلومة. فقد لمست وسمعت أفكاراً وآراء!! تحمل التبعية وانقياد العقل، خلف كاتبٍ مشهور أو مفكرٍ أو عالمٍ؟! أصابهم التيه والخرف الفكري، وخلل واضح في مفاهيم الإسلام، وبدأوا يحاربون الواقع وينثرون شبهاتهم، ويدسون السم في العسل…! فعندما تتقصى تاريخهم، وتستعرض ماضيهم، تجد الخلل والشرخ الذي أصاب فكرهم وغيّر نهجهم، وهذا التوهم والخلل يكون لعدم قدرتهم على التحكم في النفس المريضة، التي تتبع خطوات الشيطان، وتصغي لهُ بكل حواسها، فالكل خطّاء وخير الخطائين التوابون.. ولكنهم استمروا على نهج الشبهات واستفحلوا بالتشويش على العقول المظلمة التي استسلمت لقدراتهم الإقناعية.. فهم مأجورون وشواربهم دسمة! يتصيدون العثرات ويؤججون الخلافات… فقد تمردوا على العادات الحميدة والتقاليد العريقة، التي استمرت تتوارثها المجتمعات لتوافقها مع التشريعات الإسلامية، غايتهم تشويه صورة الإسلام بعيون المسلمين. فهم منظمون (وخفافيشُ الليلِ أكثروا منهم تنظيماً). تحركهم الشهوات وتدفعهم النزوات.. يريدون أن يلوثوا المجتمع كما لوثت أيديهم وألسنتهم وضمائرهم، والمخيف… أنهم بدأوا يعبثون على نطاق واسع، بعد توافق أهدافهم مع بعض القنوات التليفزيونية، التي بدأت تتبنى هذا التوجه علناً، والتي سخّرت لهم برامج حوارية متعددة ومتنوعة، ونفخت بعض الشخصيات السمجة إعلامياً، التي تتبنى الانحلال الأخلاقي المزخرف ببرواز الحرية الشخصية، وأنَّ كل شخص حرٌّ بتصرفاته.. وبالتأكيد تكون حرية مطلقة في كل الاتجاهات، ودون ضوابط إسلامية.. فالإسلام حسب زعمهم يقيد الحرية الشخصية ويكون حجر عثرةٍ أمام تطور المجتمع وازدهاره.. فالانسياق خلفهم -مع ضبابية المعلومات والأفكار- قد يسارع بتحقيق أهدافهم الهدّامة لبنيان المجتمع، التي بدأت تتساقط لبناتها، بجهل أبنائها. فلابد أن يكون الإنسان سيّد نفسه متحرراً عقله من العبودية والانقياد، ويبصر جميع الزوايا، وحتى لا يقع فريسةً لمن أرادوا لنا العبودية.