تشهد سماء المملكة مساء اليوم الخميس تجاوراً بين هلال القمر وكوكب الزهرة عقب غروب الشمس، في ظاهرة فلكية مشاهدة بالعين المجردة حسب إفادة الجمعية الفلكية في جدة. وقال رئيس الجمعية المهندس ماجد أبوزاهرة إن الجرمين سيجتمعان في الأفق الغربي، وسوف يظهران في السماء بعد فترة وجيزة من غروب الشمس وقبل أن تتحول السماء إلى الظلمة. حيث سيكون هلال القمر مضاء بنسبة 11% من إضاءة البدر المكتمل واتجاه قرنيه نحو الأعلى، وهذا الهلال يعرف «بالهلال السماوي»، أما كوكب الزهرة فسوف يظهر للراصد بالعين المجردة على هيئة نجم أبيض ساطع اللمعان كجوهرة من الألماس معلقة في السماء، ويعود سبب البريق إلى طبقة الغيوم السميكة التي تحيط بكوكب الزهرة على الدوام وتقوم بعكس ضوء الشمس الساقط عليها. وأفاد أبوزاهرة إلى أن الراصدين للقمر سيلاحظون أن الجزء غير المضيء منه مضاء بضوء خافت جداً، وهي تعرف بأن القمر الجديد يحتضن القمر القديم، وسبب ذلك هو ضوء الشمس المنعكس من الأرض، فإنها تضيئه إلى درجة تمكننا من رؤيته، وأضاف: ولو أن إنساناً كان على سطح القمر لاستطاع أن يطالع كتاباً بسهولة في هذا الضوء المنعكس من سطح الأرض. وهذه الظاهرة الفلكية تعرف أيضاً باسم «توهج ليوناردو دافينشي» وذلك لأنه أول من فهم هذه الظاهرة منذ خمسمائة عام مضت. وأضاف أبوزاهرة: ليس بعيداً عن ذلك يتلألأ كوكب المشترى في كبد السماء كنجم أبيض ساطع، وهذه الأجرام يمكن رصدها بالعين المجردة من أي موقع سواء من داخل المدن أو خارجها. وبينت الجمعية أن هذه الفترة خلال الشهر القمري وحتى التربيع تعدّ أفضل توقيت لرؤية جميع تضاريس القمر وتفاصيلها وذلك لأن الظلال طويلة جداً وواضحة وخاصة عندما يتم رصدها من خلال تلسكوب صغير، وكلما زاد حجم التلسكوب وزادت قوة التكبير ازدادت الأشياء التي نراها. الجدير بالذكر أن هذا التجاور هو الثاني خلال العام الهجري الجديد بين هلال القمر والزهرة، وسوف تستمر الظاهرة إلى أن يغرب هلال القمر وكوكب الزهرة تحت الأفق.