يقول الدكتور عيسى الغيث: «الشيخ أكثر لقب تم ابتذاله لمن هب ودب».. أما المعاجم فإنها تنبش في جذور اللغة ولا تجد للقب سوى إشارة للتقدم في السن، أما في الواقع فإن اللقب يهبه طلاب حلقة تحفيظ القرآن لبعضهم من باب الاحترام، ثم بعد ذلك يبدأ «الشاب» حكايته ب«ذهبنا.. نحن مجموعة من العلماء والمشايخ..»! لا مشاحة فنحن اعتدنا فقط نذهب ونقول، ثم نعود لنقول إننا لم نحقق ما ذهبنا لأجله، وليس هذا «مربط فرس الحكاية»، إنما «إصطبل» خيل حكاياتنا أننا نذهب لأننا اقتنعنا باستحقاقنا «للمشيخة»، هي من تذهب بنا وتقوّلنا، تحملنا ولا نحملها، وهذه من خصائص و«خصوصيات» مجتمعنا، قصرنا لقب الشيخ على العلماء ومشائخ القبائل، اللغة تخرج لسانها ساخرة: أتصفون علماءكم وزعماءكم القبليين بالمُسنين..أي احترام هذا؟! لنقل إن اللغة بطبعها ساخرة وحمّالة أوجه، ولهذا حصرنا اللقب بين علماء الشريعة ومشائخ القبائل، شيخ القبيلة تحدده القبيلة بأعرافها وتصادق عليه الجهات الرسمية، لكن ماذا عن العلماء.. من يحدد استحقاق الدرجة أو الصفة؟ ولأنني «مشروع شيخ قادم بحكم الجينات الوراثية» ولأن «اللقب» يدفعك للتدخل حتى في ما لا يعنيك إما من باب كلمة الشيخ في القبيلة أو من باب الاحتساب، فإنني أقترح أن نحصر اللقب على أعضاء هيئة كبار العلماء ما دمنا حصرنا اللقب في شقه العلمي بعلماء الشريعة، بدلاً من ترك الباب موارباً للجميع من معبّر الرؤى إلى الراقي. السؤال: لماذا «أنكّد» صباحكم بموضوع لا يسمن ولا يغني من جوع «للقارئ فقط أما من يسعى للقب فبالتأكيد الأمر مختلف» هل هذا الموضوع مهم ويستحق النقاش؟ الجواب: لم أُناقش هذا الموضوع لأنني لم أجد موضوعاً غيره، بل العكس تماماً، هناك كثير من المواضيع التي تهم الشارع والسور والباب والحارس، لكنني أتحايل على الإحباط ، فهذا موضوع سهل ويمكن حلّه، فإن تم ذلك وتعاملنا مع الموضوع السهل بجديّة فذلك يعني أننا فعلاً نستطيع أن نوجد حلولاً، وإن لم يكن «نأخذها من قاصرها» ونضع أمام سؤال «التنمية» كلمة «خطط» ونَضَع أمام خطط كلمة «وضْع» ثم نضع أمامها كلمة «كيفية»، وبعد أن يكتمل السؤال «نغمز» لبعضنا ونسأل بسخرية خبيثة: «لااا ياشيخ!».. ثم «ننفجر» ضاحكين!