سامي أبودش أقبل عامنا الجديد بعد أن رحل الماضي بخيره وشره، بألمه ومره، أو حتى بسعادته، وكل مآسيه التي كانت.. «كان» فعل ماضٍ، والماضي ولى ولن يعود أبداً، ولم يبق منه سوى الذكريات الجميلة أو حتى التعيسة. أتى عام جديد ليكون فرصة لنا، لأن نتغيَّر ونغيِّر من أنفسنا أولاً، ثم بتعاملنا مع غيرنا، وأن نعمل على فعل الخير، ونشر الحُب والإخاء والصفاء، وطي كل خلاف قد مضى، ونسيان كل ما قد كان، وفتح صفحة جديدة مليئة بالصفح والتسامح وبالرحمة والمحبة والعطف. كل ذلك لن يكون إلا بحمد الله وشكره، على نعمه وفضله، وعلى ما أنعمه علينا من نعم قد نُحسد عليها، الصحة والعافية، الأمن والأمان والاستقرار في بلدنا هذا الذي ما زلنا نعيش فيه وننعم بخيره وبحبه وولائه، وبمليك طيب القلب، وولي عهده الأمين، وبنائبه الثاني، وعلينا الدعاء بأن يحفظهم الله لنا وأن يطيل الله في عمرهم ويرعاهم، وأن يحفظ الله أيضاً بلادنا من كل مكروه ومن كل شر، ومن كل الفتن ما ظهر منها وما بطن، فلك الحمد يا الله ولك الشكر ولك الرضا والثناء على ما أنعمت به علينا. فلو تأملنا أو نظرنا اليوم لكل ما يحيط بنا من فتن ومصائب ومن تفكك وتمزق لقلنا الحمد لله أولاً وأخيراً على ما نحن عليه من نعمة عظيمة. نسأل الله العلي القدير أن يوفقنا وإياكم في هذه السنة الجديدة إلى كل ما هو خير وصلاح وهداية، وأن يمتعنا بالصحة والعافية وبالسلامة الدائمة، وأن يرزقنا فيها بخير رزق وعطاء لا يتوقف أبداً، إنه سميع مجيب الدعوات وهو على كل شيء قدير.