قُتِلَ سبعة أشخاص على الأقل بينهم امرأة أمس الجمعة في سلسلة هجمات متفرقة في العراق، حسبما أفادت مصادر أمنية وأخرى طبية. وأوضح مصدر في وزارة الداخلية أن «أربعة أشخاص على الأقل قُتِلُوا في انفجار عبوتين ناسفتين استهدفتا مصلين أثناء مغادرتهم المسجد في حي حطين غرب بغداد»، وأضاف أن «التفجير أسفر عن إصابة 11 شخصا على الأقل»، وأكدت مصادر طبية من مستشفى اليرموك القريبة حصيلة الضحايا. وفي مدينة بلد (70 كلم شمال بغداد) قُتِلَت امرأة وأصيب أربعة آخرون في هجومٍ استهدف عائدين من سامراء إلى بغداد، بحسب مصادر أمنية وأخرى طبية. وفي محافظة ديالى المضطربة قُتِلَ مدني وجندي في هجومين منفصلين بأسلحة خفيفة أمام منزليهما، بحسب عقيد في قيادة عمليات المحافظة. وقُتِلَ أكثر من 5500 شخص منذ بداية العام في العراق بينهم 964 في أكتوبر، الشهر الأكثر دموية منذ إبريل 2008، بحسب أرقام رسمية. وفي مدينة الرمادي، أكد إمام وخطيب جمعة الاعتصام ضد رئيس الوزراء نوري المالكي أمس أن المعتصمين لن يتنازلوا عن ساحات الاعتصام حتى «محاسبة القتلة وتحقيق جميع المطالب» وفي مقدمتها الإفراج عن المعتقلين، ودعا الحكومة إلى الصدق في نياتها والتجاوب مع تخويل محافظ الأنبار للتفاوض بشأن مطالب المعتصمين، واصفاً إياهم بأصحاب المطالب المشروعة. وقال الشيخ سعد فياض خلال خطبته التي أطلق عليها تسمية (ثباتكم فضح الطغاة) إن «المعتصمين لن يتنازلوا عن ساحات الاعتصام حتى محاسبة القتلة وإسقاط الظلم وتحقيق جميع المطالب»، مؤكداً أن «المعتصمين ليسوا فقاعة بل أصحاب مطالب مشروعة ولم يخرجوا إلا لنصرة اليتيم والمعتقل ودماء الشهداء». وتابع فياض «نحن مازلنا في تخويلنا لمحافظ الأنبار للتفاوض مع الحكومة بشأن مطالب المعتصمين وعلى الحكومة الصدق في نواياها في هذا الاتجاه»، داعيا الحكومة إلى سماع الصرخات التي وصلت إلى دول العالم. فيما دعا خطباء الجمعة في محافظة ديالى أبناء الشعب العراقي إلى الثبات على مواقفهم الوطنية والتلاحم والتكاتف لحين تحقيق المطالب الدستورية والقانونية، وأضاف خطباء ديالى أن العدالة والإنصاف لن يتحققا إلا بتكاتف جميع مكونات الشعب العراقي، مطالبين بتوحيد الصفوف من جميع الأطراف لمواجهة «دعاة الفتن وأعمال العنف والمخططات الخارجية التي ترمي إلى تمزيق الوحدة الوطنية». وكانت الأجهزة الأمنية في ديالى اتخذت إجراءات أمنية مشددة في محيط عددٍ من المساجد في بعقوبة المركز والمقدادية وبلدروز وجلولاء ومندلي وقرة تبة؛ لتأمين إقامة صلاة الجمعة. كما استنكر إمام وخطيب صلاة الجمعة الموحدة في مدينة سامراء التابعة لمحافظة صلاح الدين، الشيخ خالد حاتم العباسي، ما وصفها ب «الاتهامات الباطلة والمزعومة التي تستهدف الوقف السني»، معتبرا هذه الاتهامات «دعاية انتخابية يخوض بها القاصي والداني». وأثنى في خطبة الجمعة على «الوقفة البطولية التي تحمَّلها قادة الحراك خلال فترة تقلبات الجو من حر وبرد وعلى مدى أشهر طوال، فأصبحت الاعتصامات صرخة في وجه الطغاة والظلم، وأثبت المعتصمون للعالم بأسره أنهم متمسكون بمطالبهم المشروعة والمسلوبة منهم وبسلمية اعتصاماتهم». وأشار إلى أن العالم أصبح على علم بأن الحكومة العراقية اغتصبت حقوقاً وهمشت مكوناً واعتقلت أبرياء من نساء وشباب وشيب، بحسب قوله، وقال العباسي مخاطبا المعتصمين إن «استقبال المالكي في أمريكا ليس كما عهدتموه، وهو غير السنتين الماضيتين؛ لأنكم أثبتتم للعالم أنكم مهمشون ومظلومون ووقفتكم وثباتكم في ساحات الاعتصام عجز عن إيقافها الظالمون، وقد رآكم العالم بأجمعه». وخاطب المعتصمين قائلا «إن حراككم ووقفتكم أثبتت للعراق والعالمين العربي والإسلامي أنكم مفخرة في ثباتكم في وجه الظلم، سيما أنكم أنتم من أخرجتم الاحتلال الأمريكي واعترف الأمريكان بهزيمتهم وهم خائبون». كما خاطب العباسي «المليشيات» والحكومة قائلاً «اليوم لكم وغداً عليكم، والله لا يحمي القوم الظالمين والمتجبرين»، بحسب قوله.