لا تنقطع زيارات الرئيس الفلسطيني محمود عباس عن روسيا بين وقت وآخر، حتى إن المراقبين يرون أن هذه الزيارات تمر أحياناً بصمت وليس بسرية، ودون أسباب وجيهة كما يبدو للمراقبين. ومن المعروف أن الرئيس الفلسطيني تخرج في الجامعات الروسية وحصل على الدكتوراة في العلوم السياسية، وتتلمذ على يد السياسي الروسي المخضرم يفغيني بريماكوف. وككل زياراته السابقة، التقى عباس مع كبار المسؤولين الروس، بينهم الرئيس مدفيديف ورئيس الحكومة بوتين ووزير الخارجية لافروف، لكن الكنيسة الأرثوذكسية الروسية قرّرت أن تكرمه من خلال هذه الزيارة، فدعته إلى حفل مهيب وسلّمته وسام بطريرك موسكو وسائر روسيا الراحل اليكسي الثاني.. إلا أن الإعلام الروسي المعروف بخضوعه لسطوة اللوبي اليهودي كان له موقف آخر، وتعامل مع الرئيس الفلسطيني كخصم موجهاً له الانتقادات، وهذه الحال التي أصبحت عرفا في روسيا تذكّرنا بما تعرض له ياسر عرفات في إحدى مقابلاته مع القناة الرابعة الروسية عام 1994، وحركته الشهيرة عند ذاك، عندما ضرب بيده على الطاولة وهو على الهواء مباشرة وتساءل: هل أنا في قناة روسية أم إسرائيلية؟! اللافت هو ما قامت به وسائل إعلام روسية من المفترض أنها صديقة للعرب، حيث بثت تقريراً هزيلاً عن الزيارة ترى فيه أن عبّاس يقوم بجولة أوروبية حرّاً طليقاً بينما عزيز دويك رئيس المجلس التشريعي الفلسطيني يقبع خلف القضبان، وأن الزيارة عدمية ولن تحقق سوى الوهم، وليس في كل هذه الجولة الأوروبية سوى وسام التكريم البطريركي، وأشياء أخرى... فأين ذلك من خدمة العلاقات العربية الروسية ومن احترام القضية الفلسطينية؟