بدأت أمس الإثنين محاكمة الرئيس المصري المعزول، محمد مرسي، الذي اغتنم فرصة أول ظهور له منذ الإطاحة به في 3 يوليو الماضي واحتجازه في مكان سري لتأكيد عدم اعترافه بالمحاكمة ولا ب «الانقلاب» الذي يتهم قادة الجيش بتدبيره. وقررت المحكمة في ختام الجلسة الأولى للمحاكمة تأجيل نظر القضية إلى الثامن من يناير المقبل. وبدا مرسي «62 عاماً»، الذي كان يرتدي بدلة زرقاء داكنة ولم يلتزم كما يقضي القانون المصري بالزي الأبيض للمحبوسين احتياطياً، منفعلاً وغاضباً، بحسب صحفي كان داخل قاعة المحكمة التي حُظِرَ دخول كاميرات تصوير الفيديو إليها، ولم يتم بثها بثاً مباشراً على شاشات التليفزيون خلافاً لما حدث مع الرئيس الأسبق حسني مبارك الذي نُقِلَت معظم جلسات محاكمته على الهواء مباشرة. وقال مرسي رداً على نداء رئيس المحكمة، القاضي أحمد صبري يوسف، عليه بصفته متهماً لإثبات حضوره: «أنا الدكتور محمد مرسي، أنا رئيس الجمهورية.. وأنا محبوس بسبب انقلاب، والانقلاب جريمة، والمحكمة غطاء للانقلاب، هذه ليست محكمة»، بحسب صحفي داخل قاعة المحاكمة، وأضاف مرسي أنه «ينبغي محاكمة قادة الانقلاب أمام هذه المحكمة». وهتف اثنان من قادة الإخوان المسلمين يُحاكَمان مع مرسي في نفس القضية وهما عصام العريان ومحمد البلتاجي «يسقط يسقط حكم العسكر». وكان مرسي وصل إلى المحكمة في الساعة 7.20 صباح الإثنين بتوقيت القاهرة في مروحية عسكرية من مكان احتجازه الذي ظل سرياً طوال الأشهر الأربعة الأخيرة. ويُحاكَم مرسي و14 آخرون، من بينهم سبعة تتم محاكمتهم غيابياً، بتهمة التحريض على قتل متظاهرين معارضين أمام قصر الاتحادية الرئاسي إبان وجود الرئيس المقال في السلطة في الخامس من ديسمبر 2012. وتجمع حشدٌ من أنصار مرسي أمام مقر المحكمة التي تنعقد في أكاديمية الشرطة في ضاحية التجمع الخامس «شمال شرق القاهرة»، وهو نفس المكان الذي جرت فيه محاكمة الرئيس الأسبق حسني مبارك الذي أطاحت به ثورة يناير 2011، بحسب صحفي. ورددوا كذلك هتافات ضد الجيش مثل «يسقط يسقط حكم العسكر» وأخرى تتهم الرجل القوى في مصر وزير الدفاع الفريق أول عبدالفتاح السيسي ب «الخيانة»، وانتشرت قوات الأمن بكثافة أمام مقر المحكمة لتأمينها. وتظاهر كذلك قرابة الآلاف من أنصار مرسي أمام مقر المحكمة الدستورية في منطقة المعادي جنوبالقاهرة وكانوا يحملون صوره. وتجمع مئات من أنصار الرئيس المعزول أمام مقر دار القضاء العالي في وسط القاهرة وبجوارهم تظاهر عشرات من مؤيدي الجيش، وكانوا يهتفون «السيسي هو رئيسي». وكانت جماعة الإخوان المسلمين التي ينتمي إليها مرسي دعت أنصارها إلى «الزحف إلى المحاكمة»، كما دعا «تحالف دعم الشرعية ورفض الانقلاب» الذي تقوده جماعة الإخوان المسلمين إلى تظاهرات كبيرة بمناسبة بدء المحاكمة. ولم تقع صدامات عنيفة بين أنصار الرئيس المقال والشرطة رغم المخاوف التي ثارت عشية بدء المحاكمة. وكان وزير الداخلية، اللواء محمد إبراهيم، حذر أمس الأول، الأحد، من أنه «ستتم مواجهة أي مظهر من مظاهر الخروج عن القانون وتتبع المحرضين عليها في إطار ما كفله القانون ووفق ضوابط حق الدفاع الشرعي» المكفول للشرطة. ويتيح ما يسمى حق الدفاع الشرعي للشرطة استخدام السلاح وإطلاق الرصاص الحي على المتظاهرين. ولم يتغير موقف مرسي منذ ليلة عزله التي وزَّع فيها شريط فيديو أكد فيه عدم اعترافه ب «الانقلاب». ويواجه مرسي اتهامات تصل عقوبتها إلى الإعدام أو السجن المؤبد. وجرت الاشتباكات التي يُحاكَم بسببها مرسي، التي أوقعت سبعة قتلى على الأقل، في الخامس من ديسمبر 2012، عندما هاجم عشرات من أعضاء الإخوان المسلمين متظاهرين تجمعوا أمام قصر الرئاسة للاحتجاج على إعلان دستوري كان الرئيس المعزول أصدره ووصفته المعارضة آنذاك ب «الاستبدادي». وكانت جماعة الإخوان اتهمت الشرطة بالتقاعس عن حماية قصر الرئاسة وطلبت من أعضائها مواجهة المتظاهرين. وأدى العنف الذي وقع أمام قصر الاتحادية إلى غضب واسع في صفوف المعارضة ما ساهم في الإطاحة بمرسي بعد ذلك. مشاهدات: * محمد مرسي دخل إلى المحكمة بواسطة حافلة ميكروباص أقلّته من الطائرة إلى قاعة المحاكمة. * الرئيس السابق ارتدى بذلة داكنة دون رابطة عنق. * رئيس الدائرة القضائية رفع الجلسة الأولى للقضية عدة مرات بسبب هتافات المتهمين من داخل القفص. * العشرات من المحامين المدعين بالحق المدني دخلوا في مناوشات لفظية مع الدفاع عن المتهمين. * السلطات منعت دخول أي كاميرات أو هواتف محمولة إلى قاعة المحاكمة وسمحت فقط لكاميرا التليفزيون المصري. * فريق الدفاع عن المتهمين اعترض على منعه من دخول قاعة المحاكمة باستثناء 5 محامين فقط. * أنصار مرسي حملوا محمد العوا على الأعناق بعد خروجه من المحكمة لتبرعه بالدفاع عن الرئيس المعزول. * مناوشات واشتباكات بالأيدي وقعت بين أنصار مرسي وعدد من العاملين في وسائل الإعلام خارج مقر المحاكمة. * أسرة الصحفي الحسيني أبو ضيف، المقتول في أحداث الاتحادية، امتنعت عن حضور الجلسة. * المتهمان عصام العريان ومحمد البلتاجي حضرا أولى الجلسات.