أعلن رئيس محكمة استئناف القاهرة المستشار نبيل فريد نقل محاكمة الرئيس المصري المعزول محمد مرسي و 14 آخرين غداً إلى أكاديمية الشرطة في ضاحية التجمع الخامس على أطراف القاهرة، بعدما كان مقرراً أن تعقد في معهد أمناء الشرطة في منطقة طرة. وجدد «تحالف دعم الشرعية» دعوته أنصار مرسي للاحتشاد أمام مقر المحاكمة احتجاجاً وقال انه لا يعترف بها، واصفاً إياها بأنها «عبثية»، فيما دعت جماعة «الإخوان المسلمين» إلى «الزحف» للمحاكمة. وبدا أن الإجراءات والتدابير الأمنية التي اتخذت عند معهد أمناء الشرطة في طرة، وزيارة وزير الداخلية اللواء محمد إبراهيم وقائد المنطقة العسكرية المركزية اللواء توحيد توفيق، كان هدفها التمويه على تحركات جماعة «الإخوان المسلمين» وأنصارها، الذين دعوا إلى الحشد أمام مقر معهد أمناء الشرطة. وعلمت «الحياة» أن 3 مروحيات من طراز «أباتشي» سترافق الرئيس المصري المعزول محمد مرسي أثناء عملية نقله من محبسه غير المعلوم إلى قاعة محاكمته المقررة اليوم. وتبدأ محكمة جنايات القاهرة اليوم أولى جلسات محاكمة مرسي و 14 من قيادات جماعة الإخوان المسلمين، في قضية اتهامهم بالقتل والتحريض على قتل المتظاهرين أمام قصر الاتحادية الرئاسي في مطلع كانون الأول (ديسمبر) العام الماضي، وسط استنفار السلطات لتأمين المحاكمة. وحذرت وزارة الداخلية أنصار مرسي من أي محاولات لاستهداف المنشآت العامة أو الخاصة بالتزامن مع بدء المحاكمة، متعهدة باستخدام الأسلحة النارية لردع أي اعتداءات. وتضم لائحة المتهمين في القضية إلى جانب مرسي كلاً من: أسعد الشيخة نائب رئيس ديوان رئيس الجمهورية السابق، أحمد عبد العاطي مدير مكتب الرئيس السابق، أيمن هدهد المستشار الأمني للرئيس السابق، علاء حمزة قائم بأعمال مفتش بإدارة الأحوال المدنية في الشرقية، والقياديين في جماعة الإخوان محمد البلتاجي وعصام العريان والقيادي السلفي جمال صابر. والفارون هم: أعضاء الجماعة رضا الصاوي، لملوم مكاوي، عبد الحكيم إسماعيل، هاني توفيق، أحمد المغير، عبد الرحمن عز، ووجدي غنيم. ورفعت القوات المسلحة والشرطة المدنية درجة الاستعداد إلى القصوى اعتباراً من أمس استعداداً لبدء المحاكمة. وقال مصدر مسؤول ل «الحياة» إنه تقرر منع الإجازات لكل أفراد الجيش والشرطة كل في منطقته ووحدته، موضحاً أن الخطة الموضوعة بالتنسيق والتعاون بين القوات المسلحة ووزارة الداخلية تتضمن محافظات مصر كافة وليس «الحزام الخاص بمقر المحاكمة». وأفيد بأن إجراءات أمنية غير عادية تم اتخاذها عند المناطق الحدودية والمعابر من سيناء وإليها في مدن القناة الثلاث وتم نشر العديد من المكامن الثابتة والمتحركة في محافظتي شمال وجنوب سيناء لمواجهة أي محاولات لتسلل عناصر تسعى إلى ارتكاب أعمال تخريب. وستتولى عناصر من الجيش تأمين المنشآت الحيوية، بينها مجالس الشعب والشورى والوزراء، ومبنى اتحاد الإذاعة والتلفزيون، والبنك المركزي، ومحطات الكهرباء والمياه الرئيسية، ومدينة الإنتاج الإعلامي لضمان عدم محاولة البعض اقتحامها أو التعدي عليها. وأشار المصدر إلى أن الخطة تتضمن أيضاً تأمين مرسي في الجو أثناء نقله بطائرة عسكرية، سيرافقها 3 مروحيات من طراز «أباتشي». واعتمد وزير الداخلية اللواء محمد إبراهيم خطة تأمين المحاكمة التي سيشترك فيها أكثر من 20 ألف ضابط ومجند من مختلف قطاعات الوزارة وتتضمن محاور عدة أهمها تأمين نقل مرسي من مقر احتجازه إلى مقر المحاكمة، وكذلك تأمين نقل باقي المتهمين من محبسهم في منطقة سجون طرة إلى مقر المحاكمة والعكس، إضافة إلى تأمين قاعة المحاكمة من الداخل، ثم التأمين بعد انتهاء الجلسة. في المقابل، جدد «تحالف دعم الشرعية» المؤيد لمرسي في بيان دعوته للاحتشاد أمام مقر المحاكمة بشكل سلمي، وقال: «سلميتنا أقوى من رصاصهم». وأضاف: «ندعو المصريين جميعاً للاحتشاد عند مقر المحاكمة العبثية للرئيس الشرعي المنتخب المختطف في معهد أمناء الشرطة بطرة (لكن المحاكمة نُقلت إلى أكاديمية الشرطة) دفاعاً عن إرادة هذا الوطن وحريته ليعلم العالم كله أن في مصر أحراراً يحلمون بالحرية»، وتحدى «التحالف» أن «تجرؤ (السلطات) على البث المباشر للمحاكمة العبثية لأنهم يعلمون ماذا سيفعل بهم الرئيس الصامد». وندد ب «المحاكمة الهزلية العبثية التي يعقدها الانقلابيون وأعوانهم» واعتبر أن «تلك المحاكمة باطلة وغير قانونية ولا نعترف بها». وهاجم التحالف القضاء، وقال إن «ما يحدث الآن هو تجاوز صارخ لكل المعايير والقوانين والأعراف ويزيد من التعجب والدهشة هذا الأداء المشين للسلطة القضائية التي أصبحت أداة في يد العسكر يضعونها حيث شاؤوا ويستخدمونهم في صراع سياسي لسحق الحقوق والقانون». من جانبها، وصفت جماعة «الإخوان المسلمين» الحكم الحالي بممارسة «الإرهاب». وقالت في بيان إن «الانقلابيين الإرهابيين لم يكتفوا باختطاف وإخفاء الرئيس الشرعي، وإنما وصل بهم الطغيان إلى تقديمه للمحاكمة بتهم ملفقة»، معتبرة أن مرسي «لم يعد شخصاً عادياً، وإنما صار رمزاً لمبادئ وقيم سامية راقية». وأضافت: «يقيننا أن الشعب المصري البطل لن يترك حريته وكرامته وقيمه وإنما سيزحف إلى المحاكمة الظالمة العابثة ليثبت للعالم أجمع أنه شعب يأبى الضيم ولا يمكن أن يتنازل عن إرادته وشرعيته مهما طال الزمن وكان الثمن». في غضون ذلك، تظاهر مئات من طلاب جامعة القاهرة المؤيدين لمرسي احتجاجاً على محاكمته، ووقعت اشتباكات بين الطلاب من أنصار مرسي ومعارضيه، تبادلوا خلالها الرشق بالحجارة.