قررت محكمة جنايات شمال القاهرة برئاسة المستشار أحمد صبري يوسف أمس الاثنين، تأجيل جلسات محاكمة الرئيس المعزول محمد مرسي، و14 متهمًا إخوانيًا في قضية قتل متظاهري الاتحادية لجلسة 8 يناير المقبل لإطلاع الدفاع، مع استمرار حبس المتهمين. فيما كشف موفد التليفزيون المصري بوزارة الداخلية أنه سيتم احتجاز الرئيس المصري المعزول محمد مرسي بسجن برج العرب غرب محافظة الأسكندرية. وكانت مصادر أمنية ذكرت أن مرسي سيحتجز في سجن طرة جنوبالقاهرة. ونظرت محكمة جنايات شمال القاهرة في أكاديمية الشرطة أولى جلسات محاكمة الرئيس المعزول أمس، وسط أجواء من الفوضى والعنف والهرج من جانب أنصار مرسي داخل وخارج قاعة المحاكمة بأكاديمية الشرطة بالتجمع الخامس، حيث شهدت قاعة المحاكمة رفع الجلسة مرتين، الأولى بسبب رفض المعزول ارتداء الزي الخاص بالسجن الاحتياطي، لأنه حضر مرتديًا بدلة رمادية اللون على غير مقتضى نصوص القانون، وأصر مرسي على تمسكه بصفة الرئيس، وأن محاكمته يجب أن تتم طبقًا لإجراءات محاكمة الرئيس الواردة في دستور 2012 المعطل. ونادى قاضي المحكمة على الرئيس المعزول لتأكيد حضوره ورد عليه المعزول «أنا الدكتور محمد مرسي رئيس الجمهورية، وأحمل المحكمة المسؤولية إذا لم تتح الفرصة لخروج رئيس الجمهورية لممارسة مهامه الوظيفية»، فيما وقعت مشادات بين المحامين المؤيدين والمعارضين داخل القاعة، ما دعا رئيس المحكمة لرفع الجلسة، بينما قامت قوات الأمن بالتدخل لتهدئة الأوضاع داخل القاعة، لعودة رئيس المحكمة مرة أخرى لاستئناف الجلسة، كما رفع القاضى الجلسة للمرة الثانية، لإقناع الرئيس المعزول باختيار محام للدفاع عنه. وفي تمام الساعة العاشرة والثلث، دخل القاضي على المنصة وأثناء ذلك هتف المتهمون هتافات ضد الجيش، ثم تحدث مرسي مؤكدًا أنه الرئيس الشرعى للبلاد، وكرر العبارة 4 مرات، وطلب القاضي بعد ذلك من المتهمين أن يوفروا جوًا من الهدوء حتى يستطيع عقد الجلسة، وبدأ كلامه بآية قرآنية «إن الأمر كله لله» وآية أخرى: «وكان أمر الله قدرًا مقدورًا»، ثم بدأ رئيس المحكمة في إثبات حضور المتهمين ودفاعهم، وقام بالنداء على المتهم أسعد الشيخة، فرد قائلًا «أرفض المحاكمة تمامًا»، فيما قال أحمد عبدالعاطى أثناء إثبات حضوره المحاكمة «باطلة» لأنه تم إحالتها من نائب عام غير شرعي، وقامت المحكمة بالنداء على البلتاجي فأجاب «هناك 10 أسباب قانونية موضوعية تؤكد على بطلان أمر الإحالة، والذي صدر من نائب عام عينته سلطات الانقلاب» (حسب قوله)، وأثبتت المحكمة حضور عصام العريان الذى رفض الحديث تمامًا أثناء الجلسة. إلى ذلك، تعدى أنصار المعزول على الإعلاميين المتواجدين بمحيط مقر المحاكمة وعلى طاقم عدد من القنوات وتهشيم عدة كاميرات، ووقعت حالة من الهرج والمرج بين الحاضرين، كما نشبت مشادات كلامية بين مؤيدي المعزول وأحد أنصار الجيش أمام الأكاديمية بسبب هتافه ضد مرسي ومطالبته بإعدامه، فيما وصلت تعزيزات لقوات فض الشغب ومدرعة شرطة أمام أكاديمية الشرطة للفصل بين المؤيدين والمعارضين، كما عثرت أجهزة الشرطة أمس على جسم غريب أمام بوابة 7 بأكاديمية الشرطة، واستدعت خبراء المفرقعات لفحص الجسم. الى ذلك رفع الآلاف من المشاركين في مسيرة بشوارع القاهرة أمس»الاثنين» الصور واللافتات المؤيدة لوزير الدفاع الفريق عبد الفتاح السيسى والجيش،ولافتات أخرى تهاجم جماعة الإخوان المسلمين، كما رددوا هتافات مؤيدة لوزير الدفاع منها «فوضناك.. فوضناك.. تقضي يا سيسي على الإرهاب» وذلك على خلفية محاكمة الرئيس المعزول محمد مرسي، وحرض تحالف دعم جماعة الإخوان «المحظورة»على النزول اليوم»الثلاثاء» للمشاركة في مظاهرات في جميع ميادين مصر وأمام السفارات والقنصليات للإفراج عن كافة قيادات الجماعة المحبوسة، من جانبه قال عمرو عمارة منسق تحالف شباب «الإخوان المنشقين» إن دعوة الجماعة للتظاهر اليوم هي محاولة من الجماعة لإثبات تماسكها عقب أولى جلسات محاكمة مرسى،وأضاف في تصريحات له أمس أن محاكمة»مرسى» أظهرت ضعف الجماعة في الشارع بعد أن ظهروا بأعداد ضعيفة على عكس ما تردد قبل المحاكمة. في سياق متصل أكدت وزارة الداخلية في بيان لها أمس»الاثنين» أن قوات الأمن نجحت في التصدي لمحاولات إثارة الشغب من قِبل عناصر جماعة الإخوان المحظورة، وحالت دون وقوع أية أحداث تؤثر على سير محاكمة «مرسى» وأضافت أن القوات تمكنت في القاهرة من الفصل بين عدد من المنتمين للتنظيم المحظور والأهالي بمحيط دار القضاء العالي ومسجد الفتح، وإلقاء القبض على 23 من مثيري الشغب،وأسفر التعامل عن إصابة 3 أفراد شرطة تم نقلهم للمستشفى،وأضاف البيان أنه تم القبض على 22 من مثيري الشغب في محافظة الإسكندرية»300 كم شمال القاهرة»وبحوزتهم 14 زجاجة مولوتوف و4 زجاجات «ماء نار» وكمية من المنشورات، وعدد من الأسلحة البيضاء والحجارة. ونفى اللواء ناصر العبد مدير مباحث محافظة الإسكندرية في تصريحات له ما تردد من دخول الرئيس المعزول إلى غرفة العناية المركزة بمستشفى برج العرب بالمحافظة للعلاج،مؤكداً أن «مرسي» متواجد بالزنزانة المخصصة له، وأنه يرتدي الزى الأبيض داخل الحجز مثله مثل أي سجين آخر.