بعدما غمر المطر منطقة الباحة وشعابها وجبالها، أصبح صيف المنطقة المرتفعة مثالياً هذا العام، خصوصاً تزامنه مع شهر رمضان المبارك، حيث تفضل كثير من العائلات العودة إلى الريف والجبل لقضاء الإجازة فيه، فيكتمل منظر الجبال الشم مع نباتات الأرض الفواحة بأجمل العطور وأزكاها. على الرغم من توفر أشهر ماركات العطور الشرقيةوالغربية، إلا أن أهالي منطقة الباحة وخاصة كبار السن من الجنسين لا يزالون متمسكين بالعطور الطبيعية وهي النباتات العطرية ذات الروائح الزكية، والتي لا زالت تحتفظ بقيمتها ومكانتها ورونقها الجميل لدى عشاقها من الأهالي. ويقول سعيد بن عبد الله ل «الحياة»: «لم نعرف ما يسمى بالعطور الشرقية أو الغربية إلا في وقتنا الحاضر وكنا في السابق ولا زلنا متمسكين بالنباتات العطرية مثل الكادي والبعيثران والريحان التي تمدنا بالروائح الزكية على مدار اليوم بعكس العطور الحديثة التي تختفي رائحتها في ظرف دقائق إضافة إلى أننا نقوم بوضع الريحان والبعيثران على رؤوسنا كنوع من الزينة وللاستمتاع بروائحها العطرية على مدار اليوم ، كما أن النساء يستخدمن النباتات العطرية أثناء تبادل الزيارات وفي الأعياد وفي حفلات الزفاف يتم توزيع باقات من الريحان لجميع الحاضرات من النسوة». ويضيف العم سعيد: «في الماضي، كانت البيوت في الباحة تتزين بوجود أحواض الريحان والبعيثران والكادي، وكانت سيدة المنزل تعتني بهذه الأحواض ولا زالت هناك بعض البيوت تحتفظ بهذه العادة الجميلة حتى اليوم لما تبعثه من روائح جميلة تساهم في تهدئة النفوس قبل أن يتم استبدالها بتلك الزهور المجففة التي تحتفظ بشكلها من دون أن يكون لها روائح زكية». ويعتني أهل الباحة بتلك النباتات ويحافظون عليها من خلال وضعها في إناء مملوء بالمياه للحفاظ على رائحتها لوقت أطول. ويبين المزارع علي الخرش تفاصيل ومعلومات عن النباتات العطرية في الباحة فيقول: «نبتة الكادي تعد من الأشجار المعمرة التي تنتمي إلى النباتات الزهرية ذات الفلقة الواحدة ويتراوح طولها ما بين متر إلى خمسة أمتار، إذ تشبه في شكلها الخارجي النخلة، وأوراقها ضيقة مستطيلة تشبه السيف وهي من الفصيلة «البندانية»، وتنمو في المناخ الدافئ وتعيش في بطون الأودية والمرتفعات الجبلية وتنتشر الأشواك في أطراف أوراقها ولها أزهار بيضاء جذابة وعطرة تتواجد بين الأوراق ذات لون أبيض يميل إلى لون اللؤلؤ». ويشير الخرش إلى أن الكادي لا يقطف إلا مع الفجر أو عند الغروب، «أما نبتة الريحان فهي شجرة صغيرة تزرع في الحدائق كنبات زينة، والريحان معمر وقد يصل ارتفاعه إلى متر واحد وأوراقه بسيطة بيضاوية والأزهار متجمعة على أوراقها وهي بيضاء، ويمكن زراعته في أي نوع من التربة من طريق الحصول على البذور وتجفيفها ووضعها في الحوض المخصص، ويفضل أن يكون الحوض معرضاً للهواء وأفضل وقت لزراعته في الربيع، ولكن يمكن زراعته طوال العام، مع ضرورة ريه بالماء بانتظام وللحفاظ عليه وعلى نموه يجب قص أزهار الريحان دائما حتى لا يجف ويذبل». ويستطرد المزارع الخرش قائلاً: «أما نبتة البعيثران فهي نبتة تكسوها شعيرات صوفية كثيرة ذات لون رمادي يتراوح طولها بين 30 إلى 70 سنتيمتراً، وتتميز أوراقه السفلية بأنها مزدحمة وأما الأوراق العلوية فهي صغيرة ومتجمعة، وهو نبات عطري فواح ذو رائحة قوية، وينمو في البيئة الرملية ويزدهر في الشتاء». وتترواح أسعار الكادي مابين 35 إلى 50 ريالاً، أما الريحان والبعيثران فلا يتعدى سعر الحزمة الوحدة منهما ريالين، وكلها تباع في الأسواق الشعبية كافة الموجودة في الباحة.