كثير من الشباب لا يتمكنون من الخلود إلى النوم بسهولة أو لا يشعرون بالراحة بعد نومهم لفترات طويلة وأحياناً ما يترجم ذلك في شكل كوابيس ليلية، وتكثر هذه الحالات خصوصا أثناء فترة الامتحانات أو إذا ما شعر الشاب أو الفتاة بالتوتر والقلق من شيء ما كالتفكير في مستقبله مثلا أو بعلاقاته الاجتماعية مع الآخرين أو مع أسرته أو نتيجة حدوث مشاكل في نطاق العمل وتراكم الضغوط النفسية والاجتماعية عليه، فذلك يؤرقه كثيراً وبالتالي لا يشعر بالراحة أثناء النوم. وفي ذات السياق أشارت دراسة علمية إلى أن العطر له تأثيرات تفوق بكثير رائحته الجميلة منها الحد من حالة الغضب الشديد والتوتر، كما أن الروائح المفضلة ترفع من معنويات مستنشقها وتعمل على تهدئة النفس وتذكر الإنسان بالأيام المشرقة من حياته، وتعمل الروائح الطيبة على تنشيط جزء من الدماغ بما يؤثر إيجابا على الذكريات العاطفية المخزنة، كما أنها تحسن من معدل ضربات القلب وضغط الدم والتنفس ومستويات الإجهاد والتوازن الهرموني بجانب الحفاظ على أداء الجهاز المناعي، وتحسن التعلم والسلوك ومستويات الطاقة في جسم الإنسان ونظراً لتزايد حالة الأرق وعدم الارتياح والكوابيس عند الشباب اهتم الباحثون كثيراً بإيجاد حلول ناجعة لتلك المشكلة، وأظهرت النتائج أن استنشاق رائحة الزهور قبل النوم يؤثر بشكل إيجابي على الإنسان، حيث يساعده على رؤية أحلام سعيدة والتمتع بفترة نوم هادئة، وعلى النقيض فإنه في حالة استنشاق رائحة عفنة كرائحة البيض الفاسد مثلا يصاب الإنسان بتقلبات وبعدم ارتياح أثناء النوم مما قد يؤدي لرؤية الكوابيس، ولذلك ينصح استخدام الأعشاب والزيوت طيبة الرائحة في علاج الأرق، وينصح باستخدام الروائح الطبيعية بدلاً من الصناعية لاحتوائها على مواد كيماوية غير محببة لا ترتاح لها الأنف كثيراً. كما تبين أن نشر الروائح الطيبة في غرف النوم عن طريق رش قطرات منها أو وضع الأعشاب الطبيعية الطيبة الرائحة على الوسادة والاستنشاق أثناء التقلب علي السرير؛ يمنح النائم فرصة أفضل للنوم بهدوء ولفترات أطول وبعمق أكثر لأنها تشعر الإنسان بالهدوء والارتياح النفسي، وأوضحت الدراسة أيضا أن حاسة الشم تتوقف عند النائم فلا يميز الروائح لأن فاعلية استنشاق العطور تتقلص أثناء النوم. والروائح أنواع بعضها يشعر الإنسان بالارتياح النفسي وبعضها الآخر يسبب التوتر العصبي فمثلاً رائحة الليمون لها تأثير سلبي وغير محبب وتشعر بالتوتر والنفور وذلك على العكس من رائحة الياسمين والفل والورود الطبيعية الأكثر قدرة بين جميع الروائح على إشعار النائم بالراحة والاطمئنان حيث تساعد على تحسين المزاج باعتباره عطر الأحبة والعشاق. لذلك فإن استخدام الأعشاب والزيوت الطبيعية أفضل من استخدام المهدئات في حالة الشعور بالقلق والتوتر وعدم القدرة على النوم بهدوء، وهي أفضل كذلك من تناول الحبوب المهدئة.