على خطى الآباء في خدمة ضيوف الرحمن، يتسابق الأبناء في تقديم الخدمة والإرشاد والمساعدة وتذليل المصاعب للحجاج في مشاهد تجمع التطوع و«توريث» خدمة الحجاج عاماً بعد آخر. يقول سعيد الأسمري مدير مركز الصحة العامة في منى الذي يعمل في الحج منذ 18 عاماً، إن سعادته بخدمة ضيوف الرحمن تضاعفت منذ ثمانية أعوام، وذلك بعد أن وقف إلى جواره ابنه «عبدالوهاب» في العمل متطوعاً منذ أن كان عمره (11) عاماً. ويقول الأسمري: تدرجت في عدة مناصب منذ 18 عاماً، وتشرفت بخدمة ضيوف الرحمن في أكثر من موقع، ولكن منذ أن بدأ ابني «عبدالوهاب» بالعمل متطوعاً إلى جواري في بعض الخدمات المساندة، شعرت أن هذا هو المكسب الأكبر في العمل بالمشاعر المقدسة، وأضاف: اكتسب ابني كثيراً من الخبرة بالعمل في الحج، وذلك من خلال الاحتكاك بالعاملين في المشاعر وخاصة في وزارة الصحة، وأصبح يمتلك روح العمل الجماعي رغم أنه لا يزال في مقاعد الدراسة. فيما يقول إبراهيم الغامدي مدير خدمات التموين في مستشفى منى – قسم الطوارئ، إنه يعمل في خدمة الحجاج منذ 29 عاماً، وإن ابنه حسن «15 عاماً» يعمل إلى جواره منذ أن كان عمره خمسة أعوام، حيث أمضى عشرة أعوام في خدمة الحجاج متطوعاً، بدأ بإرشاد الحجاج والمشاركة في أعمال التجهيز والمتابعة. وأشار الغامدي إلى أن ما تعلمه ابنه خلال مشاركاته المتعددة في الأعوام الماضية، أثَّر على شخصيته وصار التطوع سمة بارزة في حياته، والتعاون مع الناس حتى خارج موسم الحج، بل إنه أصبح ينتظر موسم الحج بفارغ الصبر.