يتنامى الشعور لدى أبناء هذا البلد المعطاء بأهمية التطوّع بشكل عام وخاصة في موسم الحج لنيل شرف خدمة حجاج بيت الله الحرام، احتساباً للمثوبة والأجر من المولى عز وجل. قال الله تعالى: (وما تقدموا لأنفسكم من خير تجدوه عند الله إن الله بما تعملون بصير)، وقال تعالى: (ومن تطوّع خيراً فإن الله شاكر عليم), لذا فقد حرصت المديرية العامة للدفاع المدني على إتاحة الفرصة للمواطنين الراغبين في التطوّع على أعمال الدفاع المدني خلال موسم الحج وتهيئة الظروف المناسبة لذلك، واعتبارهم قوة مساندة لقوات الدفاع المدني، بدءاً من الإعلان عن فتح باب التطوع على أعمال الدفاع المدني خلال موسم الحج، واستقطاب المتطوعين من خلال إدارات الحماية المدنية بمديريات الدفاع المدني بالمناطق، وحرصاً على تنمية قدرات المتطوعين على أداء مهامهم تتولى الإدارة العامة للتدريب إعداد البرامج التدريبية المعتمدة للدورات التأسيسية والتنشيطية لكافة المتطوّعين الراغبين في المشاركة مع قوات الدفاع المدني بالحج عن طريق مراكز تدريب الدفاع المدني بالمناطق، بما يتفق مع قدراتهم والأعمال المطلوبة منهم، وذلك قبل بدء موسم الحج، وكذلك إعطاؤهم جرعات تدريبية أثناء تواجدهم بالمشاعر المقدسة من قبل فرق التدريب المتخصصة بالحج، علماً بأن لائحة المتطوعين لأعمال الدفاع المدني بالمملكة العربية السعودية التي تهدف إلى تنظيم العمل التطوعي، والاستفادة ممن لديهم الرغبة في هذا العمل الخيري للمشاركة مع قوات الدفاع المدني بعد تهيئتهم علمياً وعملياً، أشارت إلى مجالات مشاركة المتطوعين ضمن قوات الدفاع المدني بالحج، وتشمل: إطفاء الحرائق الصغيرة ومحاصرة الحرائق الكبيرة حتى وصول فرق الدفاع المدني، المشاركة في عمليات الإنقاذ والبحث عن المفقودين, عمليات الإسعافات الأولية ونقل المصابين لمراكز العلاج, المساعدة في عمليات الإخلاء والإيواء وتقديم الخدمات الاجتماعية, عمليات الإغاثة، المساهمة في أعمال السلامة والحماية المدنية. وعملت شعبة المتطوّعين بالحج على متابعة كافة شؤون المتطوّعين أثناء تواجدهم في معسكرهم أو بعد توزيعهم على مواقع العمل بمنطقة المشاعر المقدسة، وتذليل كافة الصعوبات التي تواجههم والتنسيق مع إدارة الإمداد والتموين بالحج لتجهيز معسكر المتطوّعين وتوفير كافة متطلّبات سكنهم أو أماكن عملهم بمنطقة المشاعر حسب ظروف مهمتهم، وصرف إعاشة المتطوّعين بشكل عيني من قبل إدارة المشتريات بالحج في المعسكر أو حسب أماكن عملهم بمنطقة المشاعر، وكذلك صرف الملبوسات الرسمية للمتطوّعين من قبل مديريات الدفاع المدني بالمناطق بالتعاون مع شعبة الملبوسات والتجهيزات العسكرية بالحج، توفير الزي الرسمي للمتطوّعين عند الحاجة لذلك. وفي الختام لا يسعني إلا أن أقول إن العمل التطوعي يعتبر ركيزة أساسية في بناء المجتمع وتحقيق التماسك الاجتماعي بين المواطنين، لذا يعتبر مكملاً للأعمال الرسمية التي تقدم خدمات جليلة للمجتمع، ولاسيما في عمل نبيل مثل حماية أمن وسلامة ضيوف الرحمن في موسم الحج.