تغادر جموع من المسلمين المشاعر المقدسة، بعد أن من الله عليهم بأداء الركن الخامس من أركان الإسلام، وسط استنفار شامل من كافة أجهزة الدولة، وجهود مخلصة ومتفانية لتقديم أفضل الخدمات الدينية، والأمنية، والصحية، وغيرها من الخدمات التي تقدم للحجيج سنويا. ولئن كانت عبارات الثناء عاجزة عن الوفاء بما يستحقه القائمون على هذه الأجهزة، من القادة، أو العاملين الميدانيين الذين يباشرون خدمة الحجيج؛ فإن علينا ألا ننسى فئة منهم تطوعت بدون مقابل للمشاركة في شرف خدمة الحجيج، ألا وهم شباب وشابات الكشافة السعودية. ومنذ تأسيسها عام 1381ه، قدمت جمعية الكشافة العربية السعودية، وما زالت تقدم خدمات عدة للمجتمع، وخاصة من خلال معسكرات الخدمة العامة في الحج؛ وذلك من منطلق أن القيام بالواجب نحو الآخرين وخدمتهم أحد المبادئ الأساسية الني تقوم عليها الحركة الكشفية العالمية وبحسب التقارير الرسمية، فإن معسكرات الخدمة العامة بالحج، التي تنظمها مفوضية خدمة وتنمية المجتمع بالجمعية، يشارك بها متطوعون من الكشافة والجوالة والقادة بمختلف القطاعات الكشفية خلال مواسم الحج، يقدمون خدماتهم في المشاعر المقدسة بمكة المكرمة، والمدينة المنورة، وفي المنافذ البرية والبحرية والجوية، بالتعاون مع الجهات الحكومية والأهلية المعنية بخدمة ضيوف الرحمن. وتهدف هذه المعسكرات إلى تقديم الخدمة للحجاج احتسابا للأجر والثواب من الله تعالى، والإسهام مع الجهات المعنية لتقديم أفضل الخدمات لهم، وغرس روح التطوع وحب العمل وخدمة الآخرين في نفوس الكشافين والجوالة، وإظهار الصورة المشرفة للكشاف السعودي أمام ضيوف الرحمن الذين قدموا من شتى بقاع الأرض. ويشارك خلال موسم الحج الحالي، أكثر من ثلاثة آلاف كشاف مع الجهات الحكومية التي جندتها حكومة خادم الحرمين الشريفين حفظه الله في إرشاد التائهين، ومراقبة الأسعار، ومنع الباعة المتجولين، والعمل بمراكز التوعية بالمناسك ومستشفيات وزارة الصحة، وغيرها من صور المشاركة الإيجابية، التي تتطور عاما بعد عام حتى أصبحت تعتمد الحاسب الآلي، والخرائط والصور الجوية في الكثير من أنشطتها وتعاملاتها. وشهد موسم حج هذا العام مشاركة المرشدات المتطوعات لأول مرة للعمل في مراكز رعاية الأطفال التائهين، في صورة مشرفة من صور العمل التطوعي، وهي خطوة ينتظر أن يتم تعميمها في الأعوام المقبلة، كما أشار سمو وزير التربية والتعليم، رئيس الجمعية. وفي ضوء هذه الخدمات الجليلة التي تقدمها جمعية الكشافة السعودية، لا يسعنا سوى الشد على أيديهم عرفانا وتقديرا، وأن نضم أصواتنا للدعوات الرامية لتحويل الجمعية إلى جمعية مدنية، وتقديم الدعم والمبادرة لإيجاد وقف خيري تستفيد منه جمعية الكشافة، خاصة إذا ما علمنا أنها تقدم خدمات إنسانية تطوعية وبالمجان. (*) جامعة الملك سعود كلية التربية [email protected]