استثمر شباب الجالية الهندية المقيمة في السعودية موسم حج هذا العام وللسنة السادسة على التوالي ليقدموا خدمات تطوعية للحجاج، منافسين بذلك الشباب السعودي الذي اعتادت فرقه التطوع كل عام لخدمة ضيوف الرحمن. ويعمل نحو 1134 متطوعاً من جماعة «إنديا فراترنيتي فورم» التابعة للندوة العالمية للشباب الإسلامي، وهي مجموعة يديرها أبناء الجالية الهندية المقيمون في السعودية، وحشدت متطوعيها من مناطق عدة في السعودية للمشاركة في خدمة الحجاج. وتعمل الجماعة على مساعدة الحجاج في تنقلاتهم وإرشادهم ومرافقتهم إلى الأماكن التي يرغبونها. ويقول عبدالكبير الذي يعمل في إحدى شركات الأدوية في مدينة جدة وأحد المتطوعين، إن هذا العدد هو الأكبر منذ بدأت الجالية الهندية التطوع في مواسم الحج، إذ لم يكن العدد قبل ست سنوات يتجاوز 60 متطوعاً، وفي العام الذي يليه زاد إلى 300 وهذا العام بلغ العدد 1134 متطوعاً يستعينون بالخرائط ويستفيدون من أوقات الإجازة في الشركات والمؤسسات التي يعملون فيها ليخدموا حجاج بيت الله الحرام. ويضيف: «إن كثيرين غيرهم يرغبون في التطوع ولكنهم لا يعلمون أن يتجهوا». ويقول أحد المتطوعين محمد إقبال إن الجميع هنا يقدم الخدمات من دون الطمع في عائد مادي، أو مكافأة دنيوية، «ولكن ما ينقصنا هو توفير دعم المسكن وتأمين الوجبات اليومية فالجميع هنا مرتباتهم الشهرية بين 1200 و 1500»، مطالباً في الوقت ذاته المؤسسات الخيرية السعودية بدعم هذا المشروع. ويتابع إقبال: «الأعمال الخيرية في هذا البلد كثيرة خصوصاً في مجال خدمة ضيوف الرحمن ولو علموا بما ينقصنا لوفروا لنا جميع متطلباتنا»، مشيراً إلى أن الجميع هنا يشعر بالراحة والطمأنينة في الأعمال، ويواصلون خدماتهم في الليل أيضاً، إذ أعدت «فراترنيتي فورم» مجموعات خاصة من المتطوعين لخدمة الحجاج ليلاً. وتعمل المجموعة على إرشاد التائهين إلى مقار حملاتهم، ومساعدة كبار السن والعجزة والضعفاء في الوصول إلى مخيماتهم وتجمعاتهم، حتى إن بعضهم يحمل أمتعة الحجاج، وينظيم حركتهم في أوقات الزحام والذروة، إضافة إلى مساعدة المرضى منهم، وإعطائهم بعض الإسعافات الأولية السريعة، ويشهد الكثير من الحجاج أنهم استفادوا من خدمات «فراترنيتي فورم» بعد ما رجعوا بعد رمي الجمرات، حيث كان المتطوعون يستقبلونهم ويوصلون الحجاج المرضى منهم إلى المستوصفات، كما يأتونهم بالأدوية إلى المخيمات. عبر فريق طبي نشط يعمل ضمن الجماعة. وقسمت جماعة «فراترنيتي فورم» نفسها إلى 60 مجموعة صغيرة تتكون كل منها من 10 متطوعين، تحت ست مجموعات رئيسة للبحث عن الحجاج التائهين. كما توجد لديها قائمة بجميع الحجاج، تعمل على توجيه الحجاج وتوعيتهم بمختلف اللغات الهندية حول التزام الأوقات الخاصة بالرمي، لأن بعض الحجاج لا يهتمون بالجدول الزمني المسجل على بطاقاتهم.