رحلة الحج، هدية لا يمكن أن تقارن بأخرى.. ولا يمكن أن يفرح الإنسان بخبر كما يفرح بسماعه خبر قبوله أو سفره للمشاعر المقدسة. تلك هي أم بشرى الجزائرية التي حجت مع زوجها قبل أربعين عاماً.. وها هي تعود مرة أخرى لتُقَبِّل تراباً طالما حلمت بوطئه.. 84 عاماً هو عمرها اليوم.. لكن الذكرى أخذت بها بعيداً عندما كانت في منتصف العمر.. حجت ذلك العام مع زوجها، وهي إذ تغمره بالرحمة الإلهية وتتمنى له المغفرة، تتذكر أيضاً تلك الصعوبات والمعاناة التي تحملتها، وتلك المعاناة التي واجهتها في رحلات ضياع لا تنتهي، فلا الشوارع تشبه هذه الشوارع.. ولا الخدمات تشبه هذه الخدمات التي ذهلت للوهلة الأولى عندما حلت بهذه الديار المقدسة. أم بشرى ذات ال 84 عاما عادت هذا العام لتقوم بأداء فريضة الحج للمرة الثانية.. قدمت من الجزائر مع ابنتها بشرى التى تقوم بالتنقل بها بين المشاعر المقدسة. تقول ل «الشرق» إن بين حجتي الأولى مع زوجي -رحمة الله عليه- وحجتي هذا العام نحو 40 عاماً.. هناك تغيير بالكامل، ولم تكن هذه المشاعر بهذا الشكل اليوم. فالحج راحة كبيرة. وقالت: أتذكر حجتي مع زوجي -رحمة الله عليه-، كانت مجهدة ومتعبة رغم أنني كنت في عز الشباب، وقد ضعنا أكثر من مرة، واليوم كل شيء ميسر، وأسال الله أن يمد في عمري أكثر حتى أصل مرة أخرى إلى هذه البلاد المقدسة. وتقول بشرى: إن أمي تقيم معي في الجزائر بعد وفاة والدي. وقالت: كم كانت فرحة أمي كبيرة عندما بشرتها بحجنا هذا العام، فنشكر الله الذي هيأ لي ولأمي هذه الفرصة لأرجع لها جزءاً بسيطاً من جميلها علي.