أعلن مصدر قضائي أمس السبت أن الفرنسي من أصل جزائري نعمان مزيش الذي طردته باكستان الثلاثاء الماضي وتعتبره أجهزة الاستخبارات الغربية من العناصر التاريخية في تنظيم القاعدة، أُودِعَ السجن ووجهت إليه التهمة رسميا أمس الأول، الجمعة. ويلاحَق مزيش، الذي كانت في استقباله المديرية المركزية للاستخبارات الداخلية لدى نزوله من الطائرة، بتهمة تشكيل عصابة أشرار على علاقة بمخطط إرهابي بهدف ارتكاب أعمال إجرامية، وذلك في إطار تحقيق قضائي فتحته نيابة باريس في مارس 2013. ووُلِدَ نعمان مزيش الذي يحمل الجنسيتين الفرنسية والجزائرية في 1970 في باريس وغادر فرنسا التي نشأ فيها مطلع التسعينيات إلى أفغانستان معقل القاعدة ثم التحق بألمانيا في 1993 حيث كان يتردد على جامع القدس في هامبورغ على غرار بعض قراصنة الجو الذين ارتكبوا اعتداءات 11 سبتمبر 2001 في الولاياتالمتحدة ومن بينهم محمد عطا. وتزوج مزيش ابنة خطيب الجامع محمد الفزازي الذي اعتُقِلَ في المغرب لدوره في اعتداءات الدار البيضاء في 2003، لكن مزيش الذي تراقبه الشرطة منذ تدمير برجي مركز التجارة العالمي ليس لديه سوابق عدلية ولم يُدَن في التحقيق الذي تلا تلك الاعتداءات. وتشتبه أجهزة الاستخبارات الغربية في أنه كلف بعد ذلك التجنيد لتنظيم القاعدة في أوروبا خلال سنوات الألفين لكن حتى في هذا المجال لم تتم إدانته. وفي 2009 غادر هامبورغ رفقة عناصر تريد التدرب على القتال إلى المناطق القبلية شمال غرب باكستان التي كانت حينها معاقل تنظيم القاعدة والقاعدة الخلفية لحركة طالبان الأفغانية التي تقال الحلف الأطلسي على الجانب الآخر من الحدود. ويبدو أنه بعد ذلك انتقل بين ألمانيا وإيران وسوريا وباكستانوأفغانستان قبل أن تعتقله الشرطة الباكستانية في مايو 2012 في حافلة مع ثلاثة فرنسيين آخرين في منطقة بلوشستان جنوب غرب باكستان القريبة التي يتردد عليها المقاتلون المتشددون. وطُرِدَ الفرنسيون الثلاثة الآخرون وهم أصغر سناً إلى فرنسا قبل أشهر عدة وما زالوا معتقلين يخضعون إلى تحقيق قضائي كل على حدة.