يبدو لي أن الحراك الأدبي في الأندية الأدبية قد تضاءل بنسبة كبيرة عن السنوات الماضية ولأكون واضحاً أكثر فإن هذا الحراك لم يشهد تألقاً كبيراً بعد إرساء مبدأ الانتخابات وما صاحبها من عدم رضا من جانب كبير من الأدباء والمثقفين. وأعني بالحراك الأدبي كل ما يصاحب هذه الأندية من أنشطة منبرية وملتقيات محلية وعربية وطباعة الكتب ونشرها وإقامة ورش عمل خاصة والاهتمام بالنص الأدبي، تحليله ونقده، فالأمر في بعض الأندية لا يعدو كونه مجرد محاضرات أكاديمية تلقى بشكل عام من جانب «أننا عملنا نشاطاً» على الرغم أن مثل هذه المحاضرات قد تكون بعيدة كل البعد عن مجريات الأدب. يجب أن يكون النادي الأدبي منظومة تؤسس لمرحلة انتقالية تتماشى مع العصر الحديث بوسائله المتعددة، فذائقة الأدباء تتعدد، وتختلف من أديب إلى آخر، أتكلم هنا عن تهيئة الأرضية الأدبية التي من خلالها يستطيع هذا الأديب ممارسة فعل الأدب شعراً كان أم سرداً أم نقداً دون الوصاية عليه في بيئة أدبية ذات مخزون أدبي متنوع، لا أن يمارسه تحت تداعيات مؤدلجة تقصي الأديب من مكانه. الأندية الأدبية التي كانت من قبل تمثل واجهة الأدب السعودي ولا أريد أن أذكر مثالاً على ذلك لكي لا أتورط في أسمائها، أصبح نشاطها محصوراً فقط في اجتماعات الإدارة وكيفية معالجة الصراعات التي أصابت هذا النادي أو ذاك، حيث إن بعض الأندية لا تزال تعالج مشكلة الانتخابات، ومثل هذه الصراعات تبعد الأندية الأدبية عن الخط الذي رسمته الوزارة وتأمّله الأدباء وبالتالي فإن الحراك في أنديتنا يحتاج إلى توجه فعلي لا منظومة على الورق فقط.