اعتبر رئيس نادي القصيم الأدبي الدكتور حمد بن عبدالعزيز السويلم أن تجربة الانتخابات في الأندية الأدبية "إيجابية" وسوف تستفيد منها وزارة الثقافة والإعلام لتصحيح أي خلل حدث فيها، وأشار إلى أن إدارة النادي الجديدة لا تزعم بأنها ستأتِى بما لم يأتِ به الأوائل ولكنها ستهتم بأمور لم تكن تحظى باهتمام المجالس السابقة. ورأى الدكتور السويلم في حواره اليوم مع "الأربعاء" أن المشكلة ليست في الصراع بين القديم والحديث وإنما الصراع بين المحافظين والمنفتحين ونادي القصيم الأدبي سوف يعمل على تقريب وجهات النظر، واشاد بدخول المثقفة إلى مجالس إدارة الأندية الأدبية معتبرًا أن ذلك سوف يعزز عمل المرأة الثقافي ويفعّل دورها في صياغة الخطاب الثقافي الحديث. لابد من الثغرات * دخلت الأندية الأدبية مرحلة جديدة في التحول من التعيين إلى الانتخاب.. كيف ترى هذه التجربة وهل تشعر بأنها سوف تحقق المطلوب؟. - أي تجربة جديدة سيكون لها انعكاسات على الواقع الثقافي، وفي مجتمع ليس له خبرة كبيرة في عملية الانتخابات لابد أن تظهر أثناء العملية الانتخابية بعض الثغرات، لكن التجربة وهي جديدة في مؤسساتنا الثقافية تشي بمؤشرات إيجابية، ولا شك أن وزارة الثقافة والإعلام سوف تستفيد من هذه التجربة وتعالج مواطن الخلل فيها. الاهتمام بالمواهب الناشئة * ما هي الأهداف التي يسعى مجلس إدارة نادي القصيم الأدبي المنتخب لتحقيقها؟. - هناك أهداف متعددة، ولا نزعم أننا سنأتي بما لم يأت به الأوائل، لكننا سوف نهتم بأمور لم تكن تحظى باهتمام المجالس السابقة. مثلا الاهتمام بالمواهب الناشئة، وقد بدأنا برصدها كي نعمل على تنميتها ورعايتها وصقلها. وكذلك الاهتمام بنتاج رواد الأدب والفكر في السعودية وطبع نتاجهم أو إعادة طبع ما نفد منه. سنتواصل مع جميع الأطياف * وهل ستمدون جسور الود مع كافة الأطياف لتشع من نادي القصيم، أم أنكم سوف تنحازون لتيار دون التيارات الأخرى؟. - تتميز منطقة القصيم بأنها تستوعب تنوعًا ثقافيًا كان له أثره في إثراء الحراك الثقافي في المنطقة، فقد كان الشيخ ابن سعدي والمفكر عبدالله القصيمي يمارسان دورًا ثقافيًا مؤثرًا، ولا يزال هذا التنوع ماثلا في ثقافة القصيم، والنادي الأدبي سوف يلحظ هذا التنوع ليتواصل مع جميع الأطياف في مجتمع القصيم الثقافي. * الصراعات بين الماضي والحاضر تتجدد دائمًا، كيف لكم أن توائموا بينها لتكون مشرقة؟. - المشكلة عندنا ليست في الصراع بين القديم والحديث، وإنما الصراع عندنا يحتدم بين المحافظين والمنفتحين، ونحن في نادي القصيم سوف نعمل على تقريب وجهات النظر من خلال تنظيم مناظرات بين الاتجاهات المختلفة للوصول إلى صيغة تقرب بين الأفكار. تعزيز عمل المرأة الثقافي * دخول المرأة المثقفة إلى مجالس الأندية الأدبية.. كيف ترى وقعه على الحراك الثقافي؟. - لا شك أن دخول المثقفة مجالس الإدارة سوف يعزز عمل المرأة الثقافي، ويفعّل دورها في صياغة الخطاب الثقافي الحديث، وقد بدت ملامح هذا التفعيل من خلال إسهام سيدتين في نادي القصيم الأدبي، ورغم حداثة التجربة إلا أننا لمسنا لهما دورًا فاعلا في الحراك الثقافي في منطقة القصيم. أملنا أن تدعم الوزارة هذا المشروع * الطموح لا حد لآفاقه، فما هي طموحاتكم للنهوض بنادي القصيم؟. - نحن في نادي القصيم الأدبي لدينا خطط طموحة، ومعي مجموعة من الشباب الذي يتدفقون حماسة وحيوية، لكن نخشى أن تحول الإمكانات المالية دون تحقيق هذا الطموح، خاصة وأننا بدأنا في مشروع مقر النادي وهو مشروع كبير سوف يكلف مبالغ كبيرة، ولنا أمل كبير في أن تدعم الوزارة هذا المشروع لكي نحقق ما نطمح إليه. * هل سيقتصر نشاط نادي القصيم فقط على مقره أم سينطلق لمحافظات القصيم لتكون منبرًا لنشاطاتكم؟. - سوف يستهدف نادي القصيم الأدبي كل المحافظات، وقد شكلنا لجانًا متعددة، وإحدى اللجان، وهي لجنة محافظة المذنب التي أبدت نشاطا وحيوية، حولناها إلى فرع ونعمل الآن على تأمين مقر لهذا الفرع. * المشاركة الفعالة لنادي القصيم الأدبي في مهرجان الجنادرية، كيف كانت؟. - شارك النادي في جناح منطقة القصيم في الدورة الأخيرة لمهرجان الجنادرية، وقد عمل على إبراز العمق الأدبي في منطقة القصيم، وجسّد شخصية عنترة بن شداد ونقل البيئة المكانية لعنترة إضافة إلى تجسيد شخصيته واستحضار إبداعه الشعري، كما قام النادي بتوزيع بعض إصداراته على زائري جناح القصيم. اسباب إلغاء محاضرة سمر المقرن * ما الدواعي التي جعلت نادي القصيم الأدبي يعتذر عن إقامة محاضرة سمر المقرن في النادي، وهل كان ذلك نتيجة لضغوط، أم أن المنظم لها لم يفي بما طلب منه؟. - الكاتبة سمر المقرن دُعيت أصلا لكرسي الجزيرة الذي تشرف عليه جامعة القصيم، لكن أمانة الكرسي اقترحت عليها أن تقيم محاضرة في النادي، وبما أن النادي كان قد حدد برامجه مسبقًا إضافة إلى وجود رئيس مجلس الإدارة وبعض الأعضاء في مهرجان الجنادرية ثم ملتقى جواثا بالإحساء فلذلك اعتذر النادي عن استضافة الكاتبة، ولا يعني ذلك أن النادي له موقف ضدها، لكنه لا يريد أن يفتح باب الاحتجاجات على دعوة لا صلة له بها. طموحاتنا كبيرة ولكن المادة * ما الذي يقف في وجه الأندية الأدبية من تحقيق أهدافها؟. - يأتي المعوق المالي في طليعة العوائق التي تحول دون تحقيق الطموح، فالمؤسسات الثقافية لا تزال تعيش في هامش اهتمامات الوزارة، حتى إن دعم الوزارة للأندية الأدبية مثلا لم يتغيّر منذ أن كانت تابعة للرئاسة العامة لرعاية الشباب، والغريب أن ميزانية الأندية الأدبية مليون ريال حينما كانت تابعة للرئاسة، وكانت ميزانية الدولة في ذلك الوقت في حدود سبعين مليارًا، والآن بلغت ميزانية الدولة سبعمئة مليار ولا يزال الدعم هو لم يتغير!.. وللعلم أن الأندية الأدبية والمؤسسات الثقافية أنيطت بها وظائف متعددة، وحتى تؤدي دورها بمستوى كبير لابد أن تدعم بميزانية جيدة، خاصة تلك الأندية التي تعمل على إنشاء مقر يليق بها كمؤسسة ثقافية واسعة النشاط. * عزوف المثقفين عن حضور المناشط الأدبية، كيف تتعاملون معه، وما الذي تسعون إليه لكسر هذا الحاجز؟. - الثقافة والمعرفة يفترض أن يسعى إليها، وليس من مهمة النادي أن يفرض على الآخرين حضور فعالياته، والوسائل الإعلامية المتعددة قد جذبت جمهور الثقافية إليه، ومع ذلك فإن النادي يعمل على استطلاع آراء المثقفين لمعرفة الموضوعات التي يرغبون التركيز عليها، ومجلس الإدارة سوف يعقد لقائين أحدهما مع الإعلاميين والآخر مع أعضاء الجمعية العمومية للتعرّف على تطلعاتهم تجاه البرامج والموضوعات التي يفضلون التطرق إليها في فعاليات النادي. لابد من وزارة مستقلة للثقافة * كيف ترى واقعنا الثقافي.. هل هو مقبل على التوهج، أم سوف يعاني من الذبول؟. - يمكن لواقعنا الثقافي أن يتطور ويتقدم لو أفردت الثقافة بوزارة مستقلة، وأعيد وأقول أن الأندية الأدبية والمؤسسات الثقافية أنيطت بها وظائف متعددة ولكي تؤدي دورها بمستوى كبير أؤكد على أهمية وجود وزارة للثقافة، ولا بأس أن يلحق بها الآثار وتكون مثلا بمسمى وزارة الثقافة والآثار.. أما إذا ظلت الثقافة تابعة للإعلام فأنا لست متفائلا بمستقبل مشرق لأن ارتباط الثقافة بالإعلام سوف يضيق هامش الحرية، وهي الرئة التي تتنفس بها الثقافة، فإذا كان الإعلام قد رضخ لمعايير وقيود، فإن الثقافة لا يمكن أن تقبل بالقيود إلا إذا كانت ثقافة موجهة، إضافة إلى أن عناية الوزارة بالإعلام تتفوق كثيرًا عن الاهتمام بالثقافة، ووجود وزارة تستقل بعنايتها بالثقافة لا شك أنه سيكون من أهم العوامل التي تدفع بالحراك الثقافي للأمام.