طالب رئيس نادي أبها الأدبي سابقاً الأديب محمد بن حميد، وزارة الثقافة والإعلام بإتاحة المزيد من الحريات للأندية الأدبية، وأن تترك لها مساحة في ممارسة الأنشطة، وألا تخلط الوزارة بين الثقافة والأدب، «فليس كل أديب مثقفاً والعكس تماماً»، مؤكداً أن هناك تحيزاً – من الوزارة - لتغيير مسار الأندية الأدبية، لأن اللائحة تنص على أن الأندية ذات صفة اعتبارية، ليس لأحد السيطرة عليها كما كان وضعها، حينما كانت تحت مظلة الرئاسة العامة لرعاية الشباب، لافتاً إلى أن «جمع الثقافة والإعلام يحمل التضاد، حتى إن هناك أندية أضافت إلى مسماها «نادي... الثقافي الأدبي»، وهذا خلط كبير بين مجالات الثقافة، التي تضم الرسم والتصوير وغيرهما، إلى جانب الأدب صاحب النخبوية». ورأى ابن حميد أن تظل الأندية الأدبية خاصة بالأدباء، وأن تكون جمعياتها العمومية مقصورة على الأدباء فقط. وناشد في محاضرته التي ألقاها مساء الأربعاء الماضي في نادي الأحساء الأدبي، وأدارها رئيس لجنة المطبوعات في النادي الدكتور ظافر الشهري بأن تدعم الأندية بمكافآت أكثر مما هي الآن عليه، ويخصص صندوق مادي يرعى الأدباء في شيخوختهم ومرضهم، حتى يستمروا في رعاية الأدب الذي ينير للأمة. وعلق الأديب ابن حميد على تراجع موقع الأدب العربي بين الآداب العالمية قائلاً: «إن ذلك راجع لقلة قراءة «أمة اقرأ» وبُعدها عن القراءة مقارنة بالشعوب اليابانية والإنكليزية، والإنسان العربي لا يقرأ، وهو سر تخلفنا في أن نصل بأدبنا إلى العالمية أو حتى نتاجنا، علمًا بأن أدباء المملكة حققوا نتاجاً طيباً في التأليف وغيره»، موضحاً أنه علينا مخاطبة الآخر وأن نعرف أنفسنا أمامهم، وإلا فسنظل متقوقعين ما لم نغز الشعوب العالمية بلغتهم. واستعرض المحاضر المحاولات الأولى لتأسيس نادي أبها الأدبي في عام 1367ه، «إذ لا توجد كهرباء والمبنى من الطين، إلا أن الإصرار كان أقوى من كل ذلك. وقال إنهم واجهوا صعوبة في إطلاق «سوق عكاظ»، وإعادتها إلى الحياة في عام 1394ه. ونفى ابن حميد أن تكون هناك صراعات في نادي أبها الأدبي - بمسماها الحقيقي - بل هي اختلاف في وجهات النظر، وكان لها الأثر الكبير في النهوض بالنادي، حتى بلغت إصداراته 200 كتاب، و50 عدداً من مجلته، معتبراً أن التفاوت بين الأندية الأدبية يعتمد على الخامات العلمية الموجودة في موقع النادي، مشيراً إلى الإنجازات والنجاحات التي حققها «أدبي الأحساء»، على رغم قصر مدة تأسيسه.