علي خامنئي لدى حضوره عرضاً عسكرياً أمس (أ ف ب) طهران – أ ف ب أعرب المرشد الأعلى للجمهورية الإيرانية، علي خامنئي، أمس السبت عن دعمه مبادرات الرئيس حسن روحاني تجاه الغرب، إلا أنه انتقد بعض جوانب زيارته إلى الأممالمتحدة التي تحدث خلالها مع نظيره الأمريكي باراك أوباما. ويُعد هذا أول رد فعل لخامنئي، الذي يملك السلطة المطلقة في إيران، على انفتاح روحاني على الغرب في نيويورك الأسبوع الماضي الذي تُوِّجَ بمكالمة هاتفية تاريخية مع الرئيس باراك أوباما استمرت 15 دقيقة. وقال خامنئي أمام عددٍ من القادة العسكريين والجنود الخريجين في تصريحات نُشِرَت على موقعه «نؤيد المبادرة الديبلوماسية للحكومة ونولي أهمية لنشاطاتها خلال هذه الرحلة». إلا أنه أضاف أن «بعض ما حصل خلال الزيارة إلى نيويورك لم يكن في محله، على الرغم من أننا نثق بمسؤولينا»، دون أن يوضح ماذا يقصد بتلك الجوانب. وأدت المحادثة الهاتفية بين روحاني وأوباما في 27 سبتمبر الماضي، وهي أول اتصال دبلوماسي بين رئيسي إيرانوالولاياتالمتحدة، إلى كسر الجليد بين البلدين اللذين انقطعت العلاقات بينهما منذ 1979. وبالنسبة لخامنئي الذي له الكلمة الفصل في جميع أمور الدولة بما فيها شؤون السياسة الخارجية، فإن الشك في الولاياتالمتحدة لا يزال عميقاً. وقال خامنئي خلال المناسبة العسكرية «إننا متشائمون بشأن الأمريكيين ولا نثق بهم، الحكومة الأمريكية غير جديرة بالثقة ومتغطرسة ولا تفي بوعودها». ورأى سعيد ليلاز المعلق السياسي المؤيد للإصلاح والمقيم في طهران أن انتقادات خامنئي يجب ألاَّ تطغى على نهج إيران الأكثر ليونة بشأن سياستها الخارجية. وقال «حتى لو وجَّه المرشد الأعلى بعض الانتقادات، يجب ألاَّ ننسى أنه لو لم يمنح الإذن لما تمت المبادرة الديبلوماسية». وجاءت زيارة روحاني إلى نيويورك للمشاركة في اجتماع الجمعية العامة للأمم المتحدة، بعد أن منح خامنئي الإذن للحكومة بإظهار «ليونة بطولية»، ما أنعش آمال الغرب في إحداث انفراج في المحادثات المتوقفة منذ وقت حول برنامج إيران النووي المثير للخلاف. وصرح خامنئي أمام الحرس الثوري في 17 سبتمبر الماضي أن «المرونة البطولية مفيدة للغاية وضرورية في بعض الأحيان، ولكن مع التمسك بشرط رئيس واحد». وأضاف «إن المصارع يظهر مرونة أحياناً لأسباب فنية، ولكنه لا ينسى خصمه أو هدفه الرئيس». وأثارت المحادثة الهاتفية بين روحاني وأوباما كذلك انتقاداً من الحرس الثوري الذي قال قائده محمد علي جعفري الإثنين الماضي إنه كان على الرئيس الإيراني الانتظار لأن تقدِّم الولاياتالمتحدة تنازلات قبل أن يوافق على إجراء المكالمة الهاتفية. وقال ليلاز إن معارضة المتشددين لأي تقارب سريع مع الغرب مفهومة، نظراً للعداوات الطويلة تجاه الولاياتالمتحدة وكذلك «لعوامل السياسة الداخلية». إلا أن دعم خامنئي للمبادرات الديبلوماسية الحكومية ينسجم مع «التغير في موقف الجمهورية الإسلامية الصلب بشأن سياستها الخارجية»، بحسب ليلاز. وإضافةً إلى المكالمة الهاتفية بين روحاني وأوباما، التقى وزير الخارجية الإيراني، محمد جواد ظريف، نظيره الأمريكي، جون كيري، في نيويورك لمناقشة المحادثات بين إيران والقوى العالمية بشأن برنامج طهران النووي. ووعد روحاني بتبني نهج بنَّاء بشكل أكبر تجاه المحادثات من أجل تخفيف العقوبات الأمريكية والأوروبية القاسية المفروضة على إيران. ومن المقرر أن يلتقي ممثلون لإيران والدول الست الكبرى (الولاياتالمتحدة، بريطانيا، روسيا، الصين، فرنسا وألمانيا) في جنيف في وقت لاحق من الشهر الحالي لإيجاد سبل لاستئناف المفاوضات المجمدة منذ إبريل أي قبل الانتخابات الرئاسية التي فاز بها روحاني. وانتقد خامنئي أمس واشنطن «لتحالفها مع عدو إيران الأول إسرائيل»، وقال إن الإدارة الأمريكية «تسيطر عليها الشبكة الصهيونية العالمية، وعليها الاصطفاف إلى جانب النظام الغاصب (إسرائيل) وإبداء مرونة تجاهه». وتشتبه إسرائيل ومعها دول غربية عدة في سعي إيران لتطوير أسلحة نووية تحت ستار برنامج نووي مدني، وهو ما تنفيه طهران. وتوعد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو الثلاثاء بمهاجمة المنشآت النووية الإيرانية، وهو ما قابلته إيران بتحذير من جانب المرشد الأعلى. وقال خامنئي «نسمع التهديدات المثيرة للاشمئزاز والممجوجة من جانب أعداء الأمة الإيرانية، سنرد على أي عملٍ معادٍ بجدية وقوة». وحذرت إيران في السابق من أن أي هجوم على أراضيها سيُقابَل برد ضد إسرائيل والمصالح الأمريكية. عرض داخل الكلية العسكرية في طهران أمس بحضور خامنئي (أ ف ب)