في وقتٍ ارتفعت فيه حصيلة التفجير الانتحاري المزدوج الذي وقع أمس الأول، السبت، في مدينة الصدر العراقية إلى 280 قتيلا وجريحا، دعا زعيم التيار الصدري، مقتدى الصدر، المنظمات الإسلامية ومنها الأزهر إلى تقريب وجهات النظر بين السنة والشيعة. وشيَّع أهالي قطاع خمسة في مدينة الصدر شرقي بغداد أمس الأحد جثامين ضحايا التفجير الذي استهدف مجلس عزاء بسيارتين مفخختين. في الوقت نفسه، أدانت الأممالمتحدة أمس التفجير المزدوج الذي استهدف مجلس عزاء في مدينة الصدر، وأعربت عن «صدمتها من تصاعد وتيرة الهجمات الوحشية»، وفيما حمَّلت «قادة العراق المسؤولية لوضع حد لدائرة العنف المميت»، وجَّهت «نداءً ملحاً لضبط النفس كون الانتقام لا يجلب سوى مزيد من العنف». بدورها، كشفت مصادر أمنية مطلعة عن تتبع خلية الأزمة التي يقودها رئيس الحكومة، نوري المالكي، بصفته القائد العام للقوات المسلحة معلومات عن وصول أسلحة وأشخاص من قيادات جبهة النصرة الناشطة في سوريا إلى العراق ما أدى إلى إصدار قرار بإغلاق منافذ المنطقة الخضراء في بغداد. وقالت هذه المصادر ل»الشرق» إن ممر وصول هذه الجماعات إلى العراق كان عبر الخط الحدودي الجبلي لمنطقة قنديل المحاذي لتركيا. وفي السياق نفسه، أكدت ذات المصادر أن تنظيم القاعدة في العراق يعتمد حالياً تكتيكاً مختلفاً للحفاظ على اتصالاته وعلى قدرته على تنفيذ عملياته الإرهابية في عمق أهداف عراقية حساسة، حيث شكّل التنظيم كتيبة هدفها تنفيذ مهام مخابراتية ومعلوماتية وإدارية والقيام بأعمال المراقبة. من جهتها، عزت لجنة الأمن في محافظة بغداد إغلاق المناطق المحيطة بالمنطقة الخضراء إلى وجود تهديد إرهابي واستهداف لمجلس النواب ووصفت الغلق ب «الإجراء الأمني المؤقت». وكانت السلطات الأمنية في بغداد فرضت إغلاقاً شبه كامل على منطقة الحارثية المجاورة للمنطقة الخضراء وحي المنصور، وأفاد مسؤولون بأن «الإجراءات المشددة اتُخِذَت على خلفية معلومات استخباراتية عن خطة لتفجير سيارات مفخخة تليها هجمات انتحارية في المنطقتين». من جانب آخر، دعا زعيم التيار الصدري، مقتدى الصدر، منظمة التعاون الإسلامي إلى عقد جلسة طارئة لوضع حلول ناجعة لاستهدافات أهل السنة والشيعة. وقال الصدر، في كلمة متلفزة أمس الأول، إنه «من المنطقين العقلي والديني أهيب بالعراقيين أجمع أن يُحكِّموا العقل والمنطق ويقدموا المصالح العامة على الخاصة». وحذر من أن «استهداف السنة قد يؤدي بنا إلى هاوية سحيقة لا يمكن الخروج منها لذلك ينبغي الحفاظ على وحدة العراق، لافتاً إلى أن «استهداف أهل السنة ليس استهدافاً للإرهاب أو الفئة الضالة التي أخذت على عاتقها قطع الرقاب». وأشار إلى «أننا نهيب بالعراقيين أجمع أن يكونوا على قدر المسؤولية وأن يحقنوا الدم العراقي وأن يحكموا العقل والمنطق»، ونبه إلى أنه يمنع منعاً باتاً استهداف أهل السنة أو التعدي على مساجدهم ودور عبادتهم».