داهمت قوات الشرطة والجيش المصرية في ساعة مبكرة من صباح أمس الخميس بلدة كرداسة جنوبالقاهرة، التي تعتبر معقلاً للإسلاميين، وقُتِلَ ضابط رفيع في الشرطة في تبادل لإطلاق النار فور بدء عملية المداهمة. وقال مسؤول أمني إن «تبادلاً كثيفاً لإطلاق النار وقع بين الشرطة والإرهابيين الذين كانوا يسيطرون على البلدة الواقعة قرب أهرامات الجيزة». وأوضح أن «اللواء نبيل فراج مساعد مدير أمن الجيزة توفي جراء إصابته بطلق ناري عند بدء المداهمات والاشتباكات مع عناصر مسلحة اعتلت أسطح العقارات» في كرداسة فور بدء عملية الاقتحام، مضيفاً أن فراج «لفظ أنفاسه الأخيرة فور وصوله إلى مستشفى الهرم». وأكد أن قرار مداهمة بلدة كرداسة «لتطهيرها من الإرهابيين» اتُخِذَ خلال اجتماع طارئ عقده ليل الأربعاء مسؤولون في وزارة الداخلية. وحدد الهدف من العملية وهو توقيف «140 شخصاً مطلوب القبض عليهم» والعثور على منفذي «مذبحة» كرداسة حيث قُتِلَ حوالي عشرة من رجال الشرطة في 14 أغسطس الماضي. وأفاد المسؤول الأمني أن قواتاً من الجيش انتشرت لمساعدة الشرطة في عملية المداهمة كما أن مروحيات عسكرية حلقت فوق البلدة. وأكد المسؤول أنه تم توقيف 32 شخصاً بحوزتهم أسلحة منذ بدء العملية فجر الخميس. في سياقٍ متصل، وجهت الأجهزة الأمنية في وزارة الداخلية، في بيانٍ أصدرته قبيل ظهر الخميس، مناشدة لقاطني منطقة كرداسة معاونتها فى مهمتها وعدم الوقوف في مسرح العمليات حرصاً على سلامتهم. وشهدت كرداسة مواجهات بين قوات الأمن ومجموعات مسلحة بعد ساعات من هجوم الجيش على اعتصامين لأنصار الرئيس المعزول محمد مرسي في 14 أغسطس في القاهرة. وقُتِلَ 11 ضابطاً في هذه المواجهات في كرداسة كما تم إحراق عدد من مراكز الشرطة. ويشن الجيش والشرطة المصريان منذ عزل وتوقيف الرئيس الإسلامي محمد مرسي في 3 يوليو حملة ضد أنصاره لا سيما من حركة الإخوان المسلمين الذين تتهمهم السلطات المصرية ب «الإرهاب». وتأتي مداهمة كرداسة بعد أربعة أيام من عملية مماثلة قامت بها قوات الجيش والشرطة في بلدة دلجا بمحافظة المنيا في صعيد مصر التي كان يسيطر عليها إسلاميون مسلحون موالون لمرسي متهمون بحرق كنائس وبترويع الأقلية المسيحية المقيمة في دلجا. وبعد قرابة خمس ساعات من بدء عملية كرداسة، أكد اللواء هاني عبداللطيف، وهو المتحدث الرسمي باسم وزارة الداخلية، أن «قوات الأمن تواصل تقدمها في كرداسة»، مضيفاً أن «القوات لن تتراجع إلا بعد تطهيرها من كافة البؤر الإرهابية والإجرامية». وأضاف المتحدث في تصريحات للصحافيين أن «اقتحام كرداسة اعتمد على شقين أساسيين، الأول يتعلق بحصار كرداسة من الخارج ومن ناحية مدخل البلدة على طريق القاهرة-الإسكندرية الصحراوي وهو الشق الذي تنفذه القوات المسلحة»، وتابع أن «الشق الثاني يتعلق بالمواجهة المباشرة مع العناصر الإرهابية والإجرامية وهو الشق الذي تقوم به المجموعات القتالية التابعة للعمليات الخاصة» التابعة لوزارة الداخلية. واعتبر المتحدث الرسمي باسم وزارة الداخلية أن «البؤر الإجرامية والإرهابية ومن بينها دلجا وكرداسة هي من ضمن أبرز سلبيات نظام الإخوان، والتي تعمل وزارة الداخلية على تصفيتها حالياً لتحقيق الأمن والاستقرار في الشارع المصري». وبالتزامن مع بدء عملية اقتحام كرداسة، أغلقت السلطات المصرية عدداً من خطوط مترو القاهرة لفترة وجيزة إثر الاشتباه في وجود قنبلة. وقال مصدر أمني إنه تم إبطال مفعول العبوتين المزروعتين قرب محطة حلمية الزيتون ونشر خبراء متفجرات لتفحص مجمل خطوط سكك المترو. إلا أن مسؤولاً أمنياً عاد وأكد أن الأجسام المشبوهة التي عُثِرَ عليها صباح أمس الخميس على أحد خطوط مترو القاهرة لم تكن عبوات ناسفة. وأفاد المسؤول أنه «بعد قيام خبراء المفرقعات بفحص العبوات تبين أنها أكياس إسمنت مربوطة بسلك كهربائي للإيحاء بأنها عبوات ناسفة». وأوضح المسؤول أن العبوتين عُثِرَ عليهما بالقرب من محطة مترو الزيتون (شمال شرق القاهرة) ما أدى إلى اتخاذ قرار بوقف حركة سير المترو، مضيفاً أنه بعد وصول خبراء المتفجرات وقيامهم بالفحص والتأكد من أن العبوتين ليستا قنبلتين تقرر إعادة تسيير خطوط المترو.ويستخدم قرابة ثلاثة ملايين من سكان العاصمة المصرية البالغ عددهم قرابة 20 مليوناً شبكة مترو القاهرة يومياً.