عادت مصر إلى واجهة الأحداث الأمنية والسياسية، بعد أن شهدت منذ فجر اليوم، تطورات أمنية عدة تمثلت بمقتل ضابط في الشرطة أثناء عملية اقتحام مدينة "كرداسة"، التي يسيطر عليها الإسلاميين. وإغلاق موقت لعدد من خطوط المترو إثر العثور على عبوتين ناسفتين على سكك إحدى المحطات، تبين فيما بعد أنها ليبست قنابل. وأظهرت مشاهد مصورة لتلفزيون مصري، لحظات القبض على 28 مسلّحاً من "المطلوبين" أمنياً في مدينة "كرداسة"، حيث نفذت قوات الأمن المصرية بالتنسيق مع الجيش، عملية اقتحام للمدينة الواقعة في غرب القاهرة. وذكر التلفزيون المصري أن "اقتحام كرداسة، الذي تشارك فيه قوات من الجيش، يهدف إلى إلقاء القبض على متهمين بقتل 11 من رجال الشرطة في المدينة، في آب/أغسطس، بعد فض اعتصامين لمؤيدي الرئيس المعزول محمد مرسي". وأكد التلفزيون "استشهاد مساعد مدير أمن الجيزة اللواء نبيل فرج"، وأشار إلى أن "مسلحين أطلقوا النار على القوات المتقدمة، وردت القوات عليهم بالمثل وأطلقت عليهم قنابل الغاز المسيل للدموع". كما قال مصدر أمني في وزارة الداخلية، في بيان أذيع في التلفزيون، إن "قوات الأمن نجحت في فرض حصار واسع على منطقة كرداسة، وقامت باقتحامها ونشر العديد من الآليات العسكرية والسيارات المدرعة، وسيارات فض الشغب، وأعداد كبيرة من قوات الأمن المركزي، بالإضافة إلى دعم من قوات الجيش بالمدرعات والجنود". وقتل 11 من ضباط وأفراد الشرطة، في هجوم على قسم الشرطة في المدينة التي يسكنها نحو 120 ألف نسمة، يوم فض الاعتصامين ومقتل مئات من المشاركين فيهما في 14 آب/أغسطس. من جهتها، أعلنت وزارة الداخلية المصرية في بيان أن "قواتها الأمنية ستواصل تقدمها في مدينة كرداسة، وأنها لن تتراجع إلا بعد القضاء على البؤر الإرهابية والإجرامية". وقال المتحدث الرسمي باسم الوزارة اللواء هاني عبد اللطيف، في بيان، إن "خطة اقتحام كرداسة اعتمدت على شقين أساسيين، الأول يتعلق بحصارها من الخارج ومن ناحية الظهير الصحراوي، وهو الشق الذي تنفذه القوات المسلحة وتنقله حالياً شاشات التلفزيون، والثاني يتعلق بالمواجهة المباشرة مع العناصر الإرهابية والإجرامية، وهو الشق الذي تقوم به المجموعات القتالية التابعة للعمليات الخاصة". واعتبر المتحدث الرسمي باسم الداخلية المصرية أن "البؤر الإجرامية والإرهابية ومن بينها (دلجا) و(كرداسة)، هي من ضمن أبرز سلبيات نظام (الاخوان المسلمين)، والتي تعمل وزارة الداخلية على تصفيتها حالياً لتحقيق الأمن والإستقرار في الشارع المصري". وفي سياق متصل، أغلقت السلطات المصرية، صباح اليوم، عدداً من خطوط مترو القاهرة، بعد العثور على عبوتين ناسفتين على سكك إحدى المحطات في جنوب العاصمة، وفق ما أفاد مسؤولون أمنيون. إلا أن مصدراً أمنياً أكد لوكالة فرانس برس أن "الأجسام المشبوهة التي عثر عليها على أحد خطوط مترو القاهرة لم تكن عبوات ناسفة". وأشار إلى أنها "أكياس اسمنت مربوطة بسلك كهربائي، للإيحاء بأنها عبوات ناسفة".