شكا وزير الداخلية الأردني حسين المجالي من تداعيات الأزمة السورية التي أصبحت تشكِّل استنزافاً لموارد الدولة، مؤكداً لجوء 2130 ضابطا وجنديا سورياً للأردن خلال العامين الماضيين. وتوقَّع المجالي أن تتضاءل فرصة توجيه ضربة عسكرية ضد سوريا خلال هذه الفترة بعد خطاب الرئيس الأمريكي الأخير الذي طلب فيه تأجيل تصويت الكونغرس على التفويض بتوجيهها، وأن جهود دولية وديبلوماسية تبذل لحل الأزمة سياسياً. وأكد وزير الداخلية الأردني في حوارات أجراها مع قيادات أمنية وسياسية في فرنسا وبلجيكا، أن تداعيات الأزمة السورية أثرت بشكل مباشر على مختلف القطاعات الحيوية والخدمية في المملكة، وأصبحت تشكِّل ضغطاً كبيراً واستنزافاً لموارد الدولة المحدودة. وقال المجالي الذي يرأس وفداً أمنياً ومن متخصصين في شؤون اللاجئين السوريين، إن العدد الكبير من اللاجئين السوريين الموجودين حالياً على أرض المملكة يستدعي دعم الأردن ومساندته من قبل دول العالم ومختلف المنظمات والمؤسسات المعنية، مؤكداً أن إمكانات الأردن المتواضعة في المجالات الصحية والتعليمية والخدمية تشهد تراجعاً ملحوظاً في ظل استمرار تدفق اللاجئين اليومي إلى المملكة. وسيلتقي المجالي خلال اليومين المقبلين في العاصمة البلجيكية بروكسل وزيرة خارجية الاتحاد الأوروبي كاثرين اشتون إضافة إلى المفوضة الأوروبية في الشؤون الداخلية سيسيليا مالمستروم ونائب رئيس الوزراء وزيرة الداخلية البلجيكية جويل ملكي. وستتناول اللقاءات قضية اللاجئين السوريين وتبعاتها المختلفة على المملكة وسبل دعم الأردن من قبل الاتحاد الأوروبي في هذا المجال ليتمكن من أداء دوره الإنساني على أكمل وجه إلى جانب دراسة آثار الأزمة على المديين القريب والبعيد من النواحي السياسية والاقتصادية والاجتماعية والأمنية والديمغرافية. وقال المجالي في تصريحات صحفية إن عدد الضباط العسكريين السوريين الموجودين في الأردن حوالي 2130 ضابطاً عسكرياً سورياً يقيمون في إسكان عسكري خصص لهم وهم يحملون مختلف الرتب العسكرية. وأضاف أن التهديد والخوف على الأردن من توجيه الضربة العسكرية، يكمن بنزوح جماعي وأعداد كبيرة من اللاجئين إلى المملكة، لذا جاءت خطة الطوارئ التي وضعت في كيفية التعامل مع هذا الأمر بوضع كل آليات الدولة من القطاعين العام والخاص لنقل اللاجئين من النقطة الحدودية من قبل القوات المسلحة إلى مراكز الإيواء والمخيمات، حيث تم زيادة الطاقة الاستيعابية في مخيم الزعتري 20 ألفاً ،ومخيم الأزرق الجديد ليتسع ل 130 ألفاً. إلى ذلك كشف مصدر أمني ل«الشرق»أن عدد المكفولين منذ بدء العمل بنظام الكفالة في مخيمات اللاجئين السوريين في الأردن وصل إلى 46 ألفاً و853 لاجئاً ولاجئة، حسبما أكد مدير إدارة شؤون مخيمات اللاجئين السوريين العميد الدكتور وضاح الحمود. وأوضح المصدر أن الإدارة ستعمل على التشديد على إجراءات منح الكفالة للاجئين السوريين، وبما يضمن بقاءها في إطارها الإنساني لمنع أي عمليات متاجرة باللاجئين السوريين.