حذّر المشرف العام على مركز الموهبة والإبداع في جامعة طيبة والمختص في جراحة المخ والأعصاب الدكتور باسم شيخ، من استخدام الأجهزة الذكية بشكل متواصل، لما لها من تأثير سلبي على خلايا الدماغ، وبيّن أن السعودية احتلت المرتبة الثالثة على مستوى العالم في استخدام الهواتف الذكية بنسبة 73%. كما حذّر من لعب الأطفال بالألعاب المثيرة في الأجهزة الذكية أكثر من نصف ساعة يومياً، لأنها تؤثر على تركيزهم، بعكس ما يشاع بأنها تزيد من ذكاء الطفل. أورام سرطانية وبيّن الدكتور باسم أن هناك تأثيرات مزمنة يخلفها الاستخدام المتواصل للأجهزة الذكية، أثبتتها عدة دراسات، أُجريت في كل من السويد، وفنلندا، حيث أكدت أن هذه الأجهزة تؤثر بشكل كبير على خلايا الدماغ، ويمكن أن تؤدي إلى أورام سرطانية. مشيراً إلى أن ذلك التأثير لا يصاب به الفرد بين يوم وليلة، بل خلال مدة زمنية تتراوح بين 20-40 سنة من الاستعمال. وأوضح أن هناك فروقاً كبيره بين أجهزة الحاسب العادية سواء المكتبية منها أو المحمولة وغيرها ك«آيباد» ، والفرق يكمن في أن أجهزة الحاسب لا تعتمد على الإرسال بين القواعد وأبراج الاتصال والجهاز، لذلك يكون تأثيرها منحصراً على العين واليد نتيجة الضغط المستمر على لوحة المفاتيح، بعكس الأجهزة الذكية المحمولة التي يكون لها تأثير إشعاعي يؤثر على خلايا المخ والأعصاب. إنسان منعزل فيما قال المستشار في الطب النفسي الدكتور جمال الطويرقي إن جميع الدراسات العالمية أكدت أن الأجهزة الذكية تجعل الإنسان منعزلاً عن مجتمعه، وهذه العزلة ينتج عنها تأثيرات أخرى على الفرد، كشعوره بالقلق والتوتر إلى درجة قد تصل إلى الاكتئاب، حيث إن الشخص سيعتاد على أن يتواصل مع أسرته من خلال هذه الأجهزة، وليس وجهاً لوجه، وبالتالي سيفتقد رؤية ردود الأفعال الطبيعية لمن حوله، وتعابير وجه من يخاطبه، مشيراً إلى أن هذا الجانب يؤثر على الأطفال بشكل كبير، حيث سيفتقرون إلى مهارات التواصل مع الآخرين، كما أنهم يصبحون أكثر عصبية وأقل صبراً، خاصة وأنهم يلعبون ألعاباً مثيرة وسريعة، تجعلهم يتوترون عند الخسارة. مشيراً إلى أن الدراسات الأمريكية أكدت تأثير كثرة استعمال الأجهزة على إملاء الأطفال، حيث تقلل من تحصيلهم الدراسي، وتجعلهم أقل تركيزاً. جرائم إلكترونية وأشار الطويرقي إلى أن هذه الأجهزة أثرت على إنتاج الأفراد وزادت من البطالة، والجرائم الإلكترونية، حيث أثبتت دراسة أن إنتاج المواطن السعودي في عمله لا يتجاوز الساعة الواحدة في اليوم، بسبب الاستخدام المفرط للأجهزة الذكية، مضيفاً أن هناك سلبيات أخرى للأجهزة تؤثر على المستخدم ومن حوله، حيث إن انشغال كثيرين بها خلال قيادة السيارة أدى إلى كثير من الحوادث المرورية، مطالباً بضرورة مراقبة أولياء الأمور أبنائهم، وتحديد الأوقات التي يستخدمون خلالها الأجهزة، على أن يكون ذلك بشكل مقنن، كما يجب أن يتم تطبيق عقوبة على مستخدمي الأجهزة خلال قيادة السيارة.