توقعت وكالة الطاقة الدولية في تقريرها السنوي الذي صدر أمس في لندن أن تتخطى السعودية روسيا وتصبح أكبر منتج للنفط الخام في العالم بحلول 2015، بسبب إخفاق إنتاج الحقول الروسية الجديدة في تعويض التراجع السريع من المكامن الناضجة. وأوضحت أن إنتاج روسيا سيهبط إلى 9.7 ملايين برميل يومياً في حين سيصل إنتاج السعودية إلى 12.5 ملايين برميل بحلول 2015، فيما سيبلغ 14 مليون برميل يومياً في 2035. وأوضحت وكالة الطاقة الدولية التي تقدم المشورة للبلدان الرئيسية المستهلكة للنفط أن الطلب العالمي على الخام سيرتفع بشكل مطرد على مدى السنوات العشرين المقبلة ليصل إلى نحو 99 مليون برميل يومياً بحلول 2035، وعلى الاستثمارات في الإنتاج الجديد أن تواكب ذلك.
ارتفاع أسعار النفط إلى 150 دولاراً وأكد التقرير أنه في الفترة ما بين 2011 و 2015، وفي حال تراجع الاستثمار في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا بمقدار الثلث عن مبلغ 100 مليار دولار المطلوب سنوياً، فقد يواجه المستهلكون ارتفاعاً في سعر النفط في الأمد القريب إلى 150 دولاراً للبرميل”، وأشار التقرير إلى إمكانية أن تصل أسعار النفط إلى 150 دولاراً للبرميل في الأمد القريب إذا تراجع الاستثمار في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا المنتجة للخام. ووصلت أسعار النفط إلى مستويات تاريخية مرتفعة هذا العام، مع تجاوز متوسط العقود الآجلة لخام برنت والخام الأميركي الخفيف 100 دولار للبرميل؛ ويرجع ذلك جزئياً إلى توقف إنتاج النفط في ليبيا أثناء المرحلة الماضية. وقال فاتح بيرول كبير الخبراء الاقتصاديين لدى وكالة الطاقة الدولية أن أسعار النفط المرتفعة تهدد بتراجع النمو الاقتصادي على مستوى العالم. وبلغ متوسط سعر النفط حتى الآن في 2011 نحو 102 دولار للبرميل، وهذا يعني أن التعافي الاقتصادي العالمي يتعرض لمخاطر، “نحن في منطقة الخطر بالنسبة للاقتصاد العالمي عند المستويات الحالية”. وذكر التقرير أنه من المحتمل أن يكون هناك نمو في الإنتاج لمنطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، ولكن ليس بالمستويات التي يحبذها المستهلكون”.
تراجع الأسعار وعودة النفط الليبي وقالت الوكالة: إن الضغوط قصيرة الأجل على أسعار النفط تتراجع مع تباطؤ النمو الاقتصادي العالمي وبدء عودة النفط الليبي إلى السوق بعد أشهر من الحرب، لكن من المرجح ارتفاع الأسعار في الأجل الطويل. ورفعت الوكالة توقعها لسعر النفط في 2035 إلى نحو 212 دولاراً للبرميل من 204 دولارات قبل عام. وأشارت الوكالة إلى أن إنتاج النفط التقليدي سيتراجع تدريجياً إلى نحو 68 مليون برميل يومياً بحلول عام 2035، لتخفض بذلك توقع العام الماضي بمقدار 0.5 مليون برميل يومياً. وقال بيرول: “نعتقد أن المشكلة الرئيسية التي تواجه قطاع النفط، بجانب النمو الكبير في الطلب، تتمثل في تراجع إنتاجية الحقول الحالية، “سيتم فقدان ما يعادل 47 مليون برميل يومياً على مدى ال 25 عاماً القادمة، وهذا يعني أن علينا أن نجد ونطور 47 مليون برميل يومياً لنحافظ على مستويات الإنتاج الحالية الآن. علينا أن نجد ونطور شرق أوسطين جديدين.. وهذه مهمة صعبة”.
توفر الغاز سيضغط على الأسعار وتتوقع الوكالة أن يرتفع الطلب العالمي على الغاز 1.7 في المئة سنوياً إلى 4.75 تريليون متر مكعب بحلول 2035. ورغم ذلك فإن الغاز الوفير على الأمد القصير من مصادر غير تقليدية، مثل الغاز الصخري، سيواصل الضغط على الأسعار. كما تتوقع الوكالة نمو إمدادات الغاز من المصادر غير التقليدية إلى ما يزيد عن 20 في المئة من إجمالي إنتاج الغاز بحلول 2035 من نحو 13 في المئة في 2009. وقال التقرير: إن كارثة مفاعل فوكوشيما النووي في اليابان ستؤدي إلى تباطؤ نمو الطاقة النووية، لكن رغم ذلك سيظل الإنتاج العالمي للطاقة النووية يرتفع ليصل إلى 70 في المئة بحلول عام 2035 بقيادة الصين وكوريا والهند. السعودية | النفط