شيعت أعداد كبيرة من سكان ينبع أمس جنازة الفتى وسام، 14 سنة، الذي قتل على يد والده بثلاث طعنات الثلاثاء الماضي، إلى مثواه الأخير بمقبرة الشاطئ. وقدم المعزّون واجب العزاء لذويه في المقبرة وكان الحزن واضحاً على الجميع وحال الألسن تنطق بالدعاء والرحمة للطفل. وصدرت الموافقة على دفن جثمان القتيل من قبل هيئة التحقيق والادعاء العام أمس الأول بناء على معاينة الطبيب الشرعي الذي ذكر في تقريره انه أصيب عدة طعنات بآلة حادة وقطع في الرقبة « النحر». وتداول الأهالي الظروف المحيطة بأسرة الشاب القتيل، التي لم يكن لها عائل، حيث كانت الأم «شربات» تعمل في المنازل وتعد الطعام في المناسبات مقابل مبالغ زهيدة ولكنها كانت توفر لأبنائها ما يحتاجونه من طعام وأدوات مدرسية ومتطلبات يومية وكلها أمل أن يكبر ابنها (القتيل) ويعوضها عما مرت به من تعب وشقاء. وقالت شربات إنها وبناتها الأربع ليس لهم عائل ولا منزل يأويها وبناتها ولا يوجد مصدر رزق يوفر لها حياة كريمة. وخصص عدد من الخطباء بمساجد ينبع جانباً في خطبهم للحديث عن الرحمة بين الناس والترابط ونزع الفرقة وكيفية السيطرة على النفس عند الغضب مشددين على أن ما لا رحمة فيه فهو شقي ويجب أن يراعي الكبير الصغير وأن يحترم الصغير الكبير كما أمرنا ديننا الحنيف مستدلين بالكتاب والسنة ومآثر التابعين.