وسط حزن طاغ وأسى عميق شيعت محافظة ينبع ظهر أمس إلى مثواه «وسام» الفتى القتيل بيد والده. وشارك في التشييع إلى جانب أقارب ومعارف وأخوال الفقيد، مئات من سكان المحافظة الذين عبروا عن حزنهم وصدمتهم للجريمة المروعة التي أنهت حياة الفتى بطعنات بيد الأب. وجدد خال الفقيد القول أن الحالة النفسية لأم وسام وشقيقاته تدهورت بصورة مفاجئة، إذ ظل مشهد دماء فلذة كبدها عالقة بوجدانها وذاكرتها. في الأثناء تدخلت الجمعية الوطنية لحقوق الإنسان في المدينةالمنورة في ملف الحادث المأساوي وقال ل «عكاظ» رئيس الفرع في المنطقة الدكتور عمر حافظ، أن الجمعية كلفت أحد أعضائها بزيارة المستشفى والاطلاع على التقرير الطبي، ومعرفة أسباب الوفاة، كما تم تكليف عضوة الجمعية في ينبع بالاستماع إلى أقوال والدة وشقيقات وعائلة القتيل لمعرفة كافة الملابسات والأسباب التي دفعت والد الشاب إلى ارتكاب جريمته. وأضاف حافظ أن الجمعية سترفع تقريرا مكتملا عن الحالة معتبرا أن ما حدث يندرج تحت قضايا العنف الأسري. وعن إنهاء معاناة الأسرة مع السكن المستأجر والبحث عن حلول لأوضاعها الصحية، ذكر رئيس فرع الجمعية الوطنية لحقوق الإنسان في المدينةالمنورة أنه سيتم رفع تقرير عن مجمل الحالة إلى المحافظة وبقية الجهات المعنية الأخرى. إلى ذلك أظهرت نتائج الفصل الدراسي الأول لقتيل ينبع وسام نجاحه في كل المواد الدراسية إذ كان ينتظر النتيجة قبل رحيله. وجاءت نتائج وسام على درجة جيد برغم أن والده الجاني أضرم النار في كتبه الدراسية الأمر الذي منعه من الاستذكار ومراجعة واجباته المدرسية. وتعليقا حول العقوبات المتوقعة قال المحامي محمد السالمي: من حق أسرة القتيل طلب القصاص تعزيرا من الأب القاتل ليكون عبرة للآخرين كون ذلك الطريق الوحيد الرادع له، وسبق أن صدر حكم القصاص في رجل وزوجته في منطقة مكةالمكرمة بسبب قتلهما طفلة الأب لكن القاضي في محكمة الاستئناف في مكةالمكرمة رزق الله السلمي قال ل «عكاظ»: أن الوالد لايقتل بالولد لكن هناك إجراءات قد تطال الأب منها السجن وغيره من العقوبات.