شهدت حادثة إحراق صورة الملك عبدالله الثاني في مأدبا قبل أكثر من أسبوع، رفضاً واسعاً من المواطنين ولجان الحراك الشعبي، ولكن انتقادات حادة وجهت كذلك للطريقة التي تعاملت بها السلطات مع الشاب عدي أبوعيسى، الذي أحرق الصورة، ومازالت تداعيات هذه الحادثة، وهي الأولى في الأردن، تتوالى. وأكد المحامي يوسف الحامد، الناشط في حراك مأدبا، ل «الشرق» أن عدي أبوعيسى، البالغ من العمر 18 عاماً، أبلغهم بتعرضه للضرب الشديد والإهانة القاسية أثناء توقيفه في مركز أمن مأدبا بعد إحراقه للصورة، وهو ما أكده والد عدي كذلك، حيث قال ل»الشرق» إنه شاهد آثار الضرب في جسد ابنه، مشدداً على أن ابنه تعرض للضرب بالعصي والرفس بالأرجل والضرب المبرح أثناء نقله من مكان حرق الصورة إلى مركز أمن مأدبا، وكذلك أثناء توقيفه في محكمة أمن الدولة. ولكن الحامد ووالد عدي أكدا أنه يلقى معاملة حسنة في سجن «الموقر» الذي أوقف فيه حتى هذه اللحظة. وبرر أبوعيسى قيام ابنه بحرق الصورة بأنه كان يشعر بالتأثر والغضب الشديدين على خلفية قيام المواطن الأردني أحمد المطارنة بإحراق نفسه أمام الديوان الملكي. هذا وأصدرت عدة لجان حراك شعبي بيانات عبرت فيها عن رفضها للأسلوب الذي استخدمه أبوعيسى للتعبير عن المطالبة بالإصلاح. وفي الوقت نفسه اشتكى نشطاء من انقلاب المزاج العام للمواطنين في مأدبا، ليصبح رافضاً للمسيرات المطالبة بالإصلاح. وقال الناشط محمد السنيد ل«الشرق» إنه وزملاءه أصبحوا غير قادرين على تنظيم مسيرة في بلدة ذيبان، التي كانت معقل المسيرات الشعبية المطالبة بالإصلاح طوال الفترة الماضية، ولكن حرق الصورة أجج مشاعر المواطنين ضد كل المشاركين في مسيرات الإصلاح. وأكد الناشط عقاب الرواحنة ل«الشرق» ما قاله السنيد، وأضاف أن مدينة مأدبا ستحتاج إلى بعض الوقت قبل أن نتمكن من تنظيم المسيرات هناك مجدداً. وأرجع السنيد والرواحنة الغضب الشعبي إلى أن المواطنين فعلياً لايزالون يريدون إصلاح النظام، لا تغييره، ويرفضون المساس بمؤسسة العرش.