استقبلت مناطق شمال السعودية في ساعة مبكرة من صباح أمس الجمعة الجبهة الهوائية الباردة وانخفضت معها درجات الحرارة الكبرى والصغرى إلى خمس تحت الصفر حيث ستكون الأبرد خلال شتاء هذا العام ويتزامن مع دخول القسم الثاني من فصل الشتاء. وأكد ل(الشرق) مدير إدارة التحاليل والتوقعات بالرئاسة العامة للأرصاد وحماية البيئة شاهر بن عبدالحميد الحازمي، أن الكتلة الهوائية الباردة بدأت منذ ساعات الفجر الأولى وتأثرت بها المناطق الشمالية، وتوقع الحازمي أن الجو سيكون أكثر برودة مع بدء تعمق الجبهة الهوائية على تلك المناطق وستستمر حتى فجر الثلاثاء مع بدء تأقلمها وانحسارها، وذكر مدير إدارة التحاليل والتوقعات أن انحسار هذه الموجة لايعني تحسن الأجواء بل ستكون أكثر برودة بعدها وخاصة في ساعات الليل والصباح الباكر.وحذر شاهر عبدالحميد الحازمي هواة البر بأخذ الحيطة والحذر في الليل بسبب برودة الجو، وطالب أيضا أهالي المناطق المتأثرة في الموجة من مخاطر التعرض لغاز ثاني أكسيد الكربون عند إشعال الحطب والفحم والتدفئة.ومن جهته أوضح مدير المديرية العامة للدفاع المدني بمنطقة حائل العميد عبدالله الزهراني ل»الشرق» أن إدارته استبقت فصل الشتاء وأطلقت تحذيرات للمواطنين والمقيمين من مخاطر التعرض لغاز ثاني أكسيد الكربون الناتج عن إشعال الحطب والفحم للتدفئة، مشددة على متابعة وفحص الدفايات بجميع أشكالها، والتأكد من جودتها قبل تشغيلها مجددّا خلال موجة البرد القادمة للمنطقة. وطالب العميد الزهراني بإبعاد وسائل التدفئة بمختلف أنواعها عن متناول أيدي الأطفال، داعياً وسائل الإعلام لتكثيف جهودها لتوعية المواطنين والمقيمين لتوخي الحذر، واتباع طرق السلامة في المنزل، ومواقع العمل، حرصا على سلامة الجميع. ومن جهتهم استعد الأهالي لهذه الموجة بتأمين كميات إضافية لوقود التدفئة «الغاز» تحسبا لنفاده من محطات التوزيع في المنطقة مع إجراء عمليات صيانة للسباكة المنازل حتى لا تتأثر بتجمد المياه المتوقع. ويذكر أحد سكان منطقة حائل محمد المنيع أنه قام بتأمين كميات إضافية من الكيروسين تحسبا لنفادها من محطات التوزيع وخاصة أن جل الأهالي يستخدمونه في التدفئة لأسباب عدة منها تخوفه من انقطاع الكهرباء المستمر.إلى ذلك أربكت الأجواء الباردة أهالي منطقة حائل مع بدء إجازة منتصف العام الدراسي والتي اعتادوا أن يقضوها بالمخلاف مخيمات البر وأجل الأهالي النزوح لهذه المخيمات تخوفا من البرد ، وتسببت برودة الأجواء في تأجيل بعض المناسبات الاجتماعية وتحديد فترة الغداء فقط وإلغاء العشاء ،لانحسار الحركة ليلا، ودفعت الأجواء الباردة أيضا الزاور والسياح القادمين للمنطقة على تحديد وقت الظهر إلى قبيل غروب الشمس لمشاهدة فعاليات مهرجان .وقالت جوزاء وفهدة الشمري ومها محمد زائرات لفعاليات السوق الشعبي ضمن مهرجان الصحراء الدولي أن فعاليات هذا المهرجان أفضل من السنوات السابقة، لكن البرد بعد العصر يجبرهن على المغادرة في وقت مبكر قبل انتهاء الفعاليات، واقترحن ضرورة إيجاد مواقع للحماية من هجمات البرد. وطالبت بعض الأمهات بتقديم فقرات الطفل على مسرح الطفل المكشوف في موقع الفعاليات إلى وقت مبكر بدلاً من الرابعة عصراً ومعها تبدأ درجات الحرارة بالانخفاض . وشدد الزائر لمهرجان الصحراء محمد العنزي برفقة أسرته أن برودة الأجواء دفعت الزوار والمنظمين إلى الانصراف مبكرا، وأشار العنزي أنه اعتاد في السابق على زيارة المهرجان وكانت الفعاليات تنتهي الساعة 12 مساء. وأكد على أنه لم يكن يتوقع هذا البرد الشديد في حائل .والجدير بالذكر أنه يُتوقع أن تنحسر بشكل لافت حركة المرور قسريا ليلا في ظل توالي انخفاض درجات الحرارة، ومعه سيكون هناك إغلاقا مبكرا لبعض المحال التجارية، وتنظم منطقتا حائل والجوف مهرجاني الصحراء الدولي والزيتون ويتخوف المنظمون من أن تتسبب برودة الأجواء في انخفاض عدد الزوار والسياح القادمين لهذه المناطق، وكانت منطقة حائل قد شهدت الأسبوع المنصرم انخفاضا حادا في درجات الحرارة مع نهاية القسم الأول من فصل الشتاء ودخول القسم الثاني من الفصل(الشبط) والذي يعد أكثر ضراوة وبرودة من المربعانية وتعدّ الموجة السابقة من من أبرد الموجات التي تتالت على شمال السعودية خلال شتاء هذا العام. محطات الوقود تشهد تدافعا للتزود بالكيروسين