عاشت منطقة حائل، شمال السعودية، منذ ليل الخميس أجواء باردة تسببت في انحسار الحركة، مما أدى إلى عدم خروج الأهالي للتنزه أو الأسواق، وتزامنت تلك الموجة الباردة مع بدء عطلة نهاية الأسبوع التي تسببت في تكون الصقيع على أجزاء واسعة في المنطقة، حيث اكتست سهول وشعاب النفود باللون الأبيض، ولم يذب حتى ارتفاع الشمس مع تجمد الماء داخل خزانات المياه، حابسة الماء عن الأهالي مما أربكهم تأخر جريان الماء حتى الساعة العاشرة صباحا. وتخوف مزارعو حائل من استمرار هذه الموجة الباردة حيث تشكل تأثيرا على محاصيلهم، وبخاصة الخضراوات ومن أهمها «البطاطس» التي تتأثر بالبرودة، وقد تسببت موجات مشابهة خلال الأعوام الماضية في خسائر في هذه المحاصيل، وأثرت في الأسواق، وبخاصة تلك الموجهة الباردة التي شهدها شتاء عام 2008. وباستفسار «الشرق الأوسط» من محطة الرصد في مطار حائل الإقليمي، التابعة لمصلحة الأرصاد وحماية البيئة، أبلغت أن درجة الحرارة في مدينة حائل بلغت صباح الخميس درجتين اثنتين تحت الصفر، بينما كانت خارج حائل أقل من 5 درجات، وهذه أقل درجة تسجل في المنطقة منذ شتاء 2008 القارس، وتحديدا شهر يناير (كانون الثاني)، حيث تسببت في حينها في تجمد الماء، وقد بلغت درجة الحرارة في المنطقة أقل من 10 درجات تحت الصفر في ذلك العام. وتوقعت الرئاسة العامة لهيئة الأرصاد وحماية البيئة على موقعها بأن يبقى الطقس بين بارد وشديد البرودة على مناطق شمال المملكة، وتؤدي إلى تكون الصقيع خلال ساعات الليل المتأخرة والصباح الباكر. وهذا الانخفاض الحاد في درجات الحرارة سببه منخفض جوي بارد ويتميز بكتلته الهوائية الباردة الشديدة، وتكون الصقيع خلال الصباح الباكر مع أمطار غزيرة على مواقع مختلفة من السعودية، وقد بدأت تلك الحالة من الثالث عشر من يناير، ومن المتوقع استمرارها حتى الثالث والعشرين من يناير الحالي. وسيطرت نشرات الأحوال الجوية ومواقع الرصد على أحاديث الناس خلال اليومين الماضيين، وكانت تلك التوقعات محل اهتمام بالغ برصد ما تذكره هذه الموقع، وفي المقابل أشعل هبوط درجات الحرارة في حائل أسواق وسائل التدفئة بصورة واضحة، بعد طلب كبير عليها من قبل المستهلكين تفاديا للبرودة الشديدة، مع طلب كبير على الكيروسين كوقود تدفئة، وكانت تلك الطلبات تأتي في إطار تخوف أهالي المنطقة من نفاد الكمية المتوافرة في الأسواق في الفترة الحالية. وقابل تلك الموجة الباردة مطالبات عدد من أولياء أمور الطلاب بتأخير توقيت أداء الامتحانات للطلاب إلى الساعة التاسعة صباحا، بدلا من الثامنة لبرودة الجو، والتي قد تؤثر على أداء الطلاب والطالبات في الامتحانات. من جانبه أكد نواف الشمري، ولي أمر طالب، أن البرودة الشديدة التي تتعرض لها المنطقة قد تؤثر على الطلاب، وخصوصا أنهم يخوضون هذه الأيام اختبارات الفصل الدراسي الأول، التي تؤدى في الصباح الباكر مما سيكون له بالغ الأثر. وطلب الشمري من إدارة تعليم حائل أن يكون بدء الاختبارات الساعة 9 بدلا من التوقيت الحالي، حتى يكون الجو أكثر دفئا وترتفع الشمس.