كشفت مصادر برلمانية عراقية عن زيارة مرتقبة لوزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف إلى بغداد اليوم، فيما انتقد القيادي في القائمة العراقية حامد المطلك، أمس، مطالبة قادة إيران «الميليشيات» العراقية بضرب المصالح الأمريكية في العراق في حال استهداف سوريا. وأكدت هذه المصادر أمس أن وزير الخارجية الإيراني سيصل بغداد لتنسيق المواقف بين طهران وبغداد حول الملف النووي الإيراني والملف السوري، مشيرة إلى أن بغداد تحولت إلى ساعي بريد بين واشنطنوطهران، خاصة بعد موافقة إيرانية على إقالة الرئيس السوري بشار الأسد وفقا لمعطيات مبادرة النقاط الثماني التي أطلقها رئيس الحكومة العراقية نوري المالكي الأسبوع الماضي. ونصت المبادرة على «الدعوة لوقف إطلاق نار فوري وشامل على كامل الأراضي السورية، ووقف عمليات تزويد أي طرف من أطراف الصراع بالمال والسلاح، وانسحاب جميع المقاتلين الأجانب من الأراضي السورية، ودعم استمرار التحقيق المحايد الذي تجريه منظمة الأممالمتحدة حول استخدام السلاح الكيمياوي، ورفض التدخل الأجنبي في الشأن السوري وأية عملية عسكرية تستهدف الدولة والأراضي السورية، والالتزام بعدم استخدام الأراضي العربية لضرب سوريا أو أية دولة أخرى، وإطلاق صندوق عربي لدعم عودة اللاجئين السوريين وإعادة إعمار سوريا، فضلا عن إلزام النظام والمعارضة بجدول زمني لإجراء مفاوضات مباشرة بإشراف عربي ودولي ووضع خارطة طريق لإجراء انتخابات حرة في سوريا يعقبها تداول سلمي للسلطة». وحول الملف النووي الإيراني، نوهت هذه المصار إلى أن أحد مكاتب لجنة العلاقات الخارجية في رئاسة الوزراء العراقية مكلف بالتنسيق ما بين الخارجية الإيرانية والسفارة الإيرانية في بغداد، مؤكدة إمكانية طلب ظريف خلال زيارته من المالكي تكرار تجربة عقد اجتماع 5 + 1 الخاص بالملف النووي الإيراني في بغداد مرة أخرى بعد أن استضافت بغداد هذا المؤتمر أواخر مايو من العام الماضي. من جهته، قال القيادي في القائمة العراقية حامد المطلك، إن «تصريحات القادة الأمنيين في إيران بأن على الميليشيات في العراق التحرك لضرب المصالح الأمريكية في العراق أمر مرفوض ولا يمكن قبوله تحت أية ذريعة»، مؤكدا «أننا نرفض زيادة الوضع الأمني السيئ في العراق». وأضاف المطلك أمس، أن «جزءاً مما يحدث في العراق من وضع أمني متردٍ وما يحدث في سوريا، كان بسبب تدخل السياسة الإيرانية السلبي في البلدين إضافة إلى تدخل بعض الدول الأخرى»، مشيرا إلى «أننا في وقت نرفض رفضا قاطعا أي اعتداء عسكري على سوريا، نرفض أية إملاءات من جهات خارجية تزيد من معاناة الشعب العراقي». وأكد المطلك أن «مما يؤسف له أن الحكومة العراقية وبعض السياسيين في العراق، أصبحوا تابعين للسياسات الإيرانية وسياسات أخرى»، مبينا أن «هذا الأمر أضعف الوضع الأمني في العراق وأضعف بناء الوحدة الوطنية به، وجعله يبدو كأنه محافظة تابعة لهذا وذاك»، مشيرا إلى أنه «يدل على ضعف الحكومة العراقية وضعف ولاء بعض القادة السياسيين لبلدهم». وكان قائد الحرس الثوري الإيراني قاسمي سليماني، طالب في تصرحات صحفية، الميليشيات في العراق بمهاجمة السفارة الأمريكية في بغداد وضرب مصالحها المنتشرة في العراق في حال قيام واشنطن بأي عمل عسكري على حليفتها سوريا.