وصل أحمد وحيدي، وزير الدفاع الإيراني إلى بغداد في زيارة هي الأولى من نوعها منذ عام 1979، بعد أقل من 24 ساعة من قيام الحكومة العراقية بتفتيش أول طائرة شحن مرت بالأجواء العراقية متجهة إلى الأراضي السورية، في وقت يشهد العراق انقساماً سياسياً بين كتلتي ائتلاف العراقية بزعامة الدكتور إياد علاوي وبين ائتلاف دولة القانون بزعامة رئيس الوزراء نوري المالكي حول الموقف المطلوب في الملف السوري، وسط تهديد أمريكي أكثر وضوحاً لحكومة المالكي باتخاذ مواقف أقرب لها في الملف السوري، والابتعاد عن الموقف الإيراني. وكشفت مصادر سياسية عراقية ل” الشرق” أن وحيدي ناقش خلال مقابلاته مع القيادات السياسية العراقية لاسيما في لقائه مع رئيس مجلس النواب أسامة النجيفي إمكانية توحيد الجهود في مواجهة تداعيات الملف السوري على الحكم في العراق، وأضافت هذه المصادر” أوضح كثير من القيادات العراقية لوزير الدفاع الإيراني أن سبب اتخاذ مواقف متجددة تقترب من الشعب السوري أكثر من اقترابها لنظام بشار الأسد، هو قناعة هذه القيادات أن النظام السوري أقرب للسقوط”. وحول كيفية خروج العراق من مأزق الضغوط الإيرانية لدعم الأسد قالت هذه المصادر “هناك مخرج للعراق من هذا المأزق، أُوِّل بإيضاح أن حجم الضغوط التي يتعرض لها العراق من الإدارة الأمريكية ومن الاتحاد الأوربي وحتى من بريطانيا، وأهمية جعل طهران تفهم أن بغداد هي الخيط الذي يربط بينها وبين المجتمع الدولي لاسيما في خضم التهديدات الحالية بشن هجوم عليها”. ونقل بيان صادر عن مكتب المالكي عن وزير الدفاع الإيراني تأكيده استعداد بلاده للتعاون مع العراق في المجالات كافة بما يخدم الأمن والاستقرار في المنطقة، وأشار إلى مشتركات عديدة تربط بين البلدين كما قال إن إيران تسعى إلى تطوير علاقاتها مع دول المنطقة وإن العراق يحظى بمكانة خاصة في السياسة الخارجية والدبلوماسية والدفاعية لإيران. وفي هذا الإطار، شدد رئيس المجلس الأعلى الإسلامي العراقي عمار الحكيم على أن ” الملف السوري لا يحل أمنيا وإنما يحل بالحوار وبإعطاء السوريين فرصة لحل مشكلاتهم الداخلية”، محذرا من أن “التأخر في حل المشكلة السورية يعني مزيدا من نزيف الدم في هذا البلد” ، مؤكدا أن “رئاسة العراق للقمة العربية ورئاسة الجمهورية الإسلامية الإيرانية لقمة دول عدم الانحياز فرصة مهمة للتعاون المشترك بين البلدين لحل المشكلات في المنطقة”. ونقل بيان لرئاسة المجلس الأعلى أرسلت ل”الشرق” نسخة منه، عن الحكيم قوله خلال استقباله وحيدي، أن ” العراق بثقله الإقليمي وبما يمتلكه من تاريخ وثروات اختار أن يكون نقطة تلاقٍ لا نقطة تقاطع بين فرقاء المنطقة “، مبيناً إن ” جزءا من المشكلات التي يعيشها العراق ناتج من صراعات وتحسسات تعيشها المنطقة وبالتالي لابد أن يلعب العراق دورا مهما في محيطه العربي والإقليمي. ورداً على هذه المواقف المؤيدة لتحالف مستقبلي بين العراق وايران، طالب النائب عن القائمة العراقية حامد المطلك الحكومة وقادة الأحزاب السياسية بموقف واضح ومعلن من الوضع السوري والتدخلات الإقليمية فيه، وقال المطلك “إن تطور الأحداث في سوريا وضرب مواقع داخل حدودها من قبل تركيا وتدخل إيران فيها، أمورلايمكن قبولها منا كعرب وكعراقيين”.