مع دخول الشهر الثاني لمهرجان التمور في بريدة، تواصل المبيعات قفزاتها، حيث وصلت مع الأيام الأخيرة لشهر شوال الماضي إلى أكثر من 28 مليون ريال في يوم واحد، وذلك في رقم قياسي يسجله السوق خلال هذا الموسم، والأعلى مقارنة بالمواسم السابقة. وتأتي هذه المبالغ في ظل دخول أكثر من 700 ألف عبوة وزن 3 كجم تحملها أكثر من 1200 سيارة بيك أب خلال اليوم الواحد للسوق، وذلك وفق الإحصائيات الرسمية لإدارة المهرجان التي يتم إحصاؤها بشكل يومي ودقيق منذ دخول وخروج السيارة لمدينة التمور. وسجلت الأسعار أرقاماً معقولة وفي متناول الجميع خاصة التمر السكري حيث تتراوح أسعاره ما بين 40 و 300 ريال للعبوة الواحدة وهو ما جعل السوق يشهد وجود التاجر والمواطن العادي للشراء من منتجاته عكس السنوات الماضية، حين سعر العبوة السكري تصل ل 80 ريالا للعبوة الصغيرة. ولا تزال مزارع القصيم تواصل ضخها للتمور المتنوعة «السكري والصقعي والخلاص» في السوق بكميات كبيرة رغم مرور شهر كامل على تدشين السوق حيث تملك تلك المزارع كميات وافرة أغلبها يتم جلبه إلى السوق للبيع والبعض الآخر يتم بيعه من أرض المزرعة في صفقات تجارية بين الشركات والمزارع ما يجعل التمر هو السلعة الأقوى اقتصاديا في منطقة القصيم وأحد الروافد الكبيرة لأهالي المنطقة الذي حل فيها مكان القمح بعد تراجع المزارعين عن زراعته قبل سنوات عديدة. من جهته اعتبر أحد كبار المزارعين ورئيس جمعية منتجي التمور بالقصيم عبدالله العياف عمليات الرصد اليومية التي تجريها إدارة السوق لكميات التمور الكبيرة التي تنقل إلى السوق من مزارع مدينة بريدة أو مزارع باقي محافظات القصيم عملا احترافيا يحسب لإدارة المهرجان في معرفة حجم البيع والشراء داخل السوق بشكل يومي ما يعطي الدلالات الاقتصادية المتنوعة لحجم السوق وهذا ما يجعلنا نعمل على المحافظة على هذا الرافد الاقتصادي للقصيم بتسهيل الإجراءات للمزارعين وكذلك التجار في إبرام الصفقات التجارية بشكل سريع وسهل لتفويج تلك الكميات المتنوعة من التمور. وهيأت إدارة السوق خدمات ما بعد البيع في ساحة خاصة، حيث تشهد وجودا مميزا للشباب السعودي الذي يقوم بنقل التمور إلى مناطق المملكة والمتاجرة فيها ويأتي السكري أحد أهم أنواع التمور التي يقوم الشاب بنقلها عبر سياراته الخاصة للاستثمار. وتأتي منطقة الرياض أحد أكبر الأسواق المستهلكة للتمور في القصيم حسب تأكيدات الشباب ما يجعلها هدفا رئيسا في تسويق التمور. قال مدير المركز الإعلامي لمهرجان تمور بريدة محمد الحربي ل «الشرق» إنه لم يتم تحديد أسعار التمور في المهرجان بسبب تعارض ذلك مع السوق والبيوع الإسلامية. وأوضح أنه لو طبقت فترة تصحيح العمالة بشكل صحيح لمني السوق بخسائر كبيرة جدا لقلة الشباب السعودي العامل في المزارع. وبين خلال زيارة المهرجان أمس، أن متوسط البيع لا يقل عن 42 مليون ريال؛ إذ يعرض يوميا أكثر من 600 كرتونة تمر، مشير إلى أن أسعار التمر ستشهد ارتفاعا كبيرا لقلة العرض في الأسابيع المقبلة. طرق مختلفة للدلالين في تسويق هذه الكميات الكبيرة ( الشرق )