بهيّة نائب في البرلمان اللبناني، وهي أُخت الرئيس رفيق الحريري، النائبة ذات ال (61) ربيعاً -بعد التصريح سنعرف لماذا ربيعاً وليس عاماً أو سنة- أما لماذا أحرجتنا؟ فهذا السؤال إما أنه لا يحتاج لإجابة، أو أن إجابته «محلياً» مستحيلة، تقول البهيّة: (أعتذر لكل الشعب اللبناني لأني لم أقم بواجبي الوظيفي منذ عام 2009، وتقاضيت من الشعب أجراً لا أستحقه وأتشرف أن أُعيده للشعب، وقيمته خمسمائة وخمسة وعشرون مليوناً ومئتان واثنان وثمانون ألف ليرة). أنا هُنا لا أُريد أن أتقمّص دور أحمد الشقيري، وأُبسّط الموضوع وأتجاوز كل تعقيداته الاجتماعية والفكرية، وأقول الكلمة الصحيحة الغائبة إن الأمانة وحدها ستجعلنا نتجاوز العالم الأول، سيّما أنني عندما كتبت من قبل عن الرئيس النرويجي ينس شتولتنبرغ الذي ارتدى زي سائق أجرة ونظارة شمسية ونقل الركاب في العاصمة لعدة ساعات، وتساءلت عن وجود نسخة عربية من السيد شتولتنبرغ نبهني كثير من القرّاء أن النسخة العربية موجودة بالفعل، وهي (أصل) وليست (نسخ)؛ حيث إنها كانت -وهنا مكمن الخيبة- كلها قبل الرئيس النرويجي، كالخلفاء الراشدين وعمر بن عبدالعزيز، وهذا سرّ حبنا كعرب للتاريخ المليء بالنماذج الجميلة، حتى لو كانت كل نماذجنا الجميلة ميتة! فنحن مثلاً عندما نقول (عرب) فإننا نقصد الكلمة من منظور تاريخي وليس جغرافي، ولأن العرب عُرف عنهم الغيرة الشديدة فإنني أتحاشى هُنا المقارنة بين النائبة اللبنانية، وبين أعضاء مجلس الشو..الشو؟ أقصد أعضاء المجالس البلدية –مثلاً- الذين قد تأخذهم الغيرة العربية التي ستكون على أشدها خاصة عندما يعرفون أن منافستهم (حُرمة)، فيعتذرون للشعب ويعيدون المكافآت وتبقى بلدياتنا بلا مجالس وقهوة ضُحى، وقد تستعر نار الغيرة فيعترف مدير البلدية بأنه لم يقم بواجبه الوظيفي طيلة فترة عمله، ثم يُعيد المبالغ التي تقاضاها قبل أن يُقدم استقالته للأمين الذي كان أسرع بتقديم الاستقالة ويُعيد هو الآخر المبالغ المادية والعينية التي تقاضاها، ثم تتكدس «الأموال» ولا نجد لها مُشغّلاً، وكالعادة لا نصدق آباءنا إلا بعد وقوع الفأس بالرأس، فنكتشف متأخرين أن «الفلوس مهي كل شي» ..ثم تصحو على صوت رسالة من جوالك تحمل دعوة لحضور اجتماع المجلس البلدي.. وأحلام بهيّة!