تعاني الكثير من الأسر العربية من حالة التفكك الأسري رغم تواجد الآباء والأمهات في المنزل. كل فرد من أفراد العائلة يعيش بعالم منعزل يمارس فيه حياته كما يشاء، ونادرا ما تجتمع الأسرة على مائدة الطعام وتتبادل أطراف الحديث. حيث لم يعد لدى بعض الأمهات العاملات منهن أو ربات البيوت الوقت الكافي أوالرغبة لتحضير وجبة عائلية والجلوس معا إلى مائدة الطعام. وفي بعض الأحيان قد تقرر العائلة طلب وجبة جاهزة ويتناولونها أمام التلفاز أو في غرفهم الخاصة. كل فرد داخل المنزل يعيش داخل عالمه الخاص، الابن يتسلى بالتلفاز ومتابعة المباريات الرياضية، والابنة مشغولة بالحديث مع صديقاتها على البلاك بيري، والأب يتابع صفحته على تويتر وآخر الأخبار على المواقع، والأم منهمكة في مناقشات جادة حول قضايا تربية الأبناء وكيفية بناء أسرة سعيدة على مدونتها أو صفحتها على الفيسبوك! حتى الأطفال سلبت منهم براءتهم ورغبتهم باللهو واحتضان أمهاتهم فقد أدمنوا على الإنترنت وأحدث الألعاب الإلكترونية والوجبات الجاهزة. عندما يجرد تناول الطعام من معانية العائلية يزادد شعور أفراد العائلة بالوحدة وغياب القدوة والمرجع داخل العائلة. إن جلوس العائلة مجتمعة إلى مائدة الطعام يجب أن يكون من أولويات الحياة العائلية، نظرا لماله من فوائد على الصعيدين الجسدي والنفسي للأبناء حيث يشعر الأبناء بأن والديهم حاضران لمساعدتهم ومرجع لهم في أي أمر. المائدة العائلية تسمح أيضا للطفل بالحصول على غذاء صحي ومتنوع مما له أثر إيجابي في وزن الطفل وسلوكه فعلينا أن نعود لنلم شمل العائلة ولو على مائدة الطعام.