وصف رئيس النادي الأدبي في الرياض الدكتور عبد الله الحيدري، مؤتمر الأدباء السعوديين الرابع، الذي اختتمت أعماله مساء الخميس الماضي في المدينةالمنورة، ب «مؤتمر الشباب»، مشيراً إلى أنه عند الاطلاع على برنامج المؤتمر وأسماء المشاركين فيه لم يجد أفضل من هذا الوصف له. وقال الحيدري إن هناك مفارقة تستحق التأمل في الدورات الأربع للمؤتمر، لافتاً إلى أن الحضور الأقوى في المؤتمرين الأول والثاني (1394 و1419ه) كان للأدباء الكبار، سناً ومؤهلات، وفي الثالث (1430ه) توازنت الكفة بين الكبار والشباب، وفي الرابع (1434ه) مالت الكفة لصالح الشباب. وعاد الحيدري إلى كتابه «مؤتمرات الأدباء السعوديين: التأسيس الثقافي» الذي صدر عن نادي مكة الأدبي عام 2012م، موضحاً أنه حاول فيه المقارنة بين المؤتمرات الثلاثة، فوصف الأول بأنه «مؤتمر التأسيس»، والثاني عام 1419ه ب «مؤتمر مواصلة المسيرة»، والثالث عام 1430ه ب «مؤتمر الانطلاقة». وبحسب الحيدري فإن تخصيص المؤتمر الرابع للإعلام الجديد، وارتباطه بالأدب في المملكة، كان كفيلاً بأن يظفر الأدباء الشباب والشابات بنصيب الأسد فيه، لافتاً إلى أن هذا مجالهم، وهذا فضاؤهم، وهم الأقدر على معالجة تأثير الإعلام الجديد، وحضور الأدب السعودي فيه، إلا أنه شدد على أن عدداً من الزملاء ممن تجاوزا مرحلة الشباب، لديهم حضور في وسائل الإعلام الجديدة، واستطاعوا التفاعل مع توجه المؤتمر، وقدّموا أوراقهم وبحوثهم جنباً إلى جنب مع الشباب. وتساءل الحيدري: كيف يمكن للشباب أن يحققوا تطلعاتهم في ظل دعم غير مسبوق من وزارة الثقافة والإعلام؟!، وهل سيمثل هذا المؤتمر تحولاً كبيراً في مسيرتهم الثقافية والأدبية؟!. وبين أن أربعين عاماً تفصل بين مؤتمر الأدباء السعوديين الأول في مكةالمكرمة عام 1394ه، ومؤتمر الأدباء السعوديين الرابع في المدينةالمنورة عام 1434ه. وقال: «كان انعقاد المؤتمر الأول حدثاً كبيراً ولافتاً للانتباه، إذ يسبق نشأة الأندية الأدبية عام 1395ه، بل ربما كان محفّزاً لنشأتها. وتكشف بحوث المؤتمر الأول، وقائمة الحضور المدعوين عن أسماء كبيرة أسهمت في نجاح المؤتمر، إذ كان من بين الباحثين: عبد القدوس الأنصاري، ومحمد حسن عوّاد، ومحمد حسين زيدان، وعبد الله بن خميس، وعزيز ضياء، وأحمد عبد الغفور عطّار، ومحمد بن أحمد العقيلي، ومحمد العبودي، وعبد الله بن إدريس، وغيرهم، مضيفاً أن هذا التجمع مثل رغبة حقيقية منهم في لم الشمل في تجمعات رسمية على شكل رابطة أو نواد، أو سواها من أشكال التجمع الأدبي الفعّال الذي يسعى إلى أن يكون للثقافة مؤسسة ترعاها بدلاً من الجهود الفردية التي لا تحقق الأهداف العليا لثقافة يراد منها أن تتجاوز إطارها المحلي إلى آفاق أوسع.