تحدث البروفيسور صابر عسران من جمهورية مصر العربية ل”الشرق”: عن جائزة الملك فيصل العالمية، التي أعلنت أسماء الفائزين بجوائزها مؤخراً، وقال أغلب الدراسات والبحوث التي فازت بالجوائز من مؤسسة الملك فيصل الخيرية، والتي تمنح جوائزها سنوياً لمختلف المجالات العلمية والأدبية، جاءت لتمس مجتمعاتنا بالدرجة الأولى، وخاصة الذين منحوا الجوائز في مجال الشريعة الإسلامية لخدمة الإسلام والمسلمين، فالمملكة العربية السعودية تسعى دائماً لبذل الجهد والعطاء في سبيل تشجيع العلماء في مختلف الجوانب، وتحفيزهم معنوياً ومادياً من خلال خدمتهم الحقيقية لمجتمعاتهم”. من جهته، أشاد مدير مركز البحوث في جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية، الدكتور عياض بن نامي السلمي، بالأسلوب المستخدم في منح الجائزة، قائلاً “الأسلوب المستخدم في منح جائزة الملك فيصل العالمية التي قدمتها مؤسسة الملك فيصل الخيرية مؤخراً يعد أسلوباً حضارياً متطوراً جداً، كونه يأتي لخدمة العلم والرفع من شأن العلماء والمنتسبين للعلم بشتى فروعه وأنواعه، موضحاً أن العلم لا يقتصر على العلم الشرعي فحسب، وإنما يعم جميع الفروع الأخرى النافعة التي تخدم الإنسانية وتخدم المجتمعات. وأكد السلمي في حديثه ل”الشرق”:إن كثيرا من بحوث العلوم التجريبية والتطبيقية التي حصلت على الجوائز في الأعوام الماضية دخل في ميدان التطبيق. وفيما يتعلق بالعلوم الإنسانية، وخدمة الإسلام، قال السلمي: إنها أمور علمية أيضاً، وليست مجرد تنظير، وحينما يحصل رجل على جائزة خدمة الإسلام يكون حصوله عليها بعد أن قام بجهود كبيرة لخدمة الإسلام، وجهود ملاحظة يدركها القاصي والداني. وأشار “هنالك بعض البحوث التي لم تدخل حيز التطبيق، ولم تُفعّل، نأمل دخولها مستقبلاً لتنضم إلى مثيلاتها من البحوث الأخرى”، فالجائزة تحمل اسماً غالياً، هو اسم الملك فيصل بن عبد العزيز – رحمه الله – الرجل السياسي المحنك المعروف، الذي كان له الاهتمام الكبير بشأن الإسلام والمسلمين، وجمع كلمتهم، كما أنه رائد التضامن الإسلامي بالدرجة الأولى. ولفت السلمي إلى أن الجائزة لها أثر كبير في دعم العلم بشتى فروعه، وهذا التوجه في دعم العلم وإهداء الجوائز للمبدعين له الأثر الأكبر في دعم مسيرة العلم، ورفع شأن المملكة، وتحسين سمعتها للعالم الخارجي. ومن ناحيته، أكد عضو مجمع الفقه الإسلامي الشيخ الدكتور محمد النجيمي: “إن كثيرا من الأبحاث والدراسات التي قدمت وفازت بجوائز طبقت ودرست في الجامعات، ومنها دراسة حقوق الإنسان التي نال جائزتها لهذا العام الدكتور عدنان الوزان، فهذه مادة تدرس في أغلب الكليات والجامعات السعودية. وفيما يتعلق بالأدب العربي، وعلوم الحاسب، أيضاً، تدرس في مختلف الجامعات، والدليل أن جامعة الإمام عقدت مؤتمراً دولياً في هذا المجال. والحقيقة أن الجامعات السعودية تعاضد هذه البحوث في تطبيقها وتدريسها، وهذه الجائزة العظيمة التي أنشأت باسم الملك فيصل بن عبد العزيز، غفر الله له إن شاء الله، الرجل الذي كان له الأثر العظيم على الساحة العربية والإسلامية، فهي خدمة للإسلام أولاً، وثانياً هي خدمة للدراسات الإسلامية في موضوعات جديدة ومعاصرة، بالإضافة إلى خدمة الطلب والعلوم بشكل عام، وأياً كانت ديانة الإنسان، وأياً كان مذهبه، فهذا يدل على أن المملكة العربية السعودية دولة تقدم الحضارة الإسلامية، وتقدم للعالم كل ما لديها من خدمات ودعم، فهي جائزة من أفضل الجوائز، لأنها تغطي خمسة مجالات عظيمة في مختلف العلوم، فنحن نشكر حكومتنا الرشيدة، وأبناء الملك فيصل على عنايتهم العظيمة بهذه الجائزة. الدكتور محمد النجيمي البروفيسور صابر عسران