يتوج خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز - حفظه الله - مساء اليوم (الثلاثاء) وفي تمام الساعة الثامنة والنصف الفائزين بجائزة الملك فيصل العالمية في دورتها ال(32) بفروعها المختلفة في احتفال كبير تقيمه مؤسسة الملك فيصل الخيرية بالرياض، وتحتضنه قاعة الأمير سلطان الكبرى بفندق الفيصلية.. وكان صاحب السمو الملكي الأمير خالد الفيصل أمير منطقة مكةالمكرمة، رئيس هيئة الجائزة، مدير عام مؤسسة الملك فيصل الخيرية قد أعلن أسماء الفائزين بالجائزة لعام (1431ه - 2010م) مساء يوم الاثنين الموافق للخامس والعشرين من شهر محرم الماضي المصادف للحادي عشر من شهر يناير. وقد تم اختيار دولة رئيس وزراء تركيا رجب طيب أردوغان لنيل جائزة الملك فيصل العالمية في مجال خدمة الإسلام، لما يمثل دولة الرئيس المولود في استنبول عام (1954م) أنموذجاً للقيادة الواعية الحكيمة في العالم الإسلامي، وقيامه بجهود عظيمة ومخلصة وبناءة في المناصب السياسية والإدارية التي تولاها وتقلدها في بلاده، ومن تلك المناصب أنه كان عمدة مدينة استنبول حيث حقق إنجازات رائدة في تطويرها، وبعد أن تولى رئاسة وزراء بلاده تركيا أصبح رجل دولة يشار له بالبنان إلى نجاحاته الكبيرة ومواقفه العظيمة وطنياً وإسلامياً وعلى المستوى العالمي، فعلى المستوى الوطني قام بحملات من التنمية الاقتصادية والاجتماعية والثقافية أدت إلى نهضة حقيقية وضعت وطنه في موقع يواكب مسيرة الدول المتقدمة في المجال الاقتصادي والصناعي.. أما على المستوى الإسلامي فقد قام مؤيداً بثقة الشعب التركي وتأييده بخدمة قضايا الأمة الإسلامية وفي طليعتها قضية فلسطين العادلة حيث برهن على أنه في طليعة المدافعين عن حقوق الشعب الفلسطيني. وفي غضون ذلك أعرب دولة رئيس وزراء تركيا رجب طيب أردوغان عن امتنانه وفخره لحصوله ونيله شرف الفوز بجائزة الملك فيصل العالمية لخدمة الإسلام، واعتز في تصريح صحافي له غداة الإعلان عن فوزه وخلال زيارته لمقر منظمة المؤتمر الإسلامي بجدة ضمن إطار زيارته الرسمية التي قام بها إلى المملكة.. اعتز بفوزه بالجائزة كونها منبثقة من مؤسسة الملك عبد العزيز بن عبد الرحمن - طيب الله ثراه. وقدم أردوغان في معرض تصريحه خالص شكره وتقديره للجنة التحكيم والاختيار والقائمين عليها وكل الشخصيات التي قامت بترشيحه. وأكد في هذا السياق أن هذه الجائزة سوف تزيده من مسؤولياته فيما يتعلق بحوار الحضارات وعلى الصعيد العالمي، لافتاً إلى أن العقيدة يجب أن تولي الاهتمام والمسؤولية الكبيرة والاهتمام مع العالم أجمع. أما جائزة الدراسات الإسلامية فقد حجبت لعدم توفر متطلبات الفوز بها. بينما منحت جائزة اللغة العربية والأدب مناصفة بين البروفيسور عبد الرحمن الهواري الحاج صالح (الجزائري الجنسية)، وذلك تقديراً لجهوده العلمية المتميزة في تحليله النظرية الخليلية النحوية وعلاقاتها بالدراسات الإنسانية المعاصرة، والبروفيسور رمزي منير بعلبكي (لبناني الجنسية)، نظير جهوده العلمية ودراساته النحوية الأصيلة باللغتين العربية والإنجليزية وإسهامه في التعريف بالنحو العربي. أما جائزة الطب فقد فاز بها كل من البروفيسور رينهولد جانز (ألماني الجنسية)، لاكتشافه علاجاً جراحياً لا يتطلب استخدام الجراحة الاستعاضية للمرضى الذين يعانون من عدم توافق طرفي مفصل الفخذ، والبروفيسور جين بييربليتير والبروفيسور جوان مارتل بليتير (كنديا الجنسية)، وذلك لكشفهما عن العلاقة بين الالتهابات والأنزيمات ودورها وعوامل النمو في تآكل المفاصل واستخدامهما الرنين المغناطيسي. فيما ذهبت جائزة العلوم (مناصفة) بين كل من البروفيسور إنريكو بومبيري (أمريكي الجنسية)، لإسهاماته الرائدة والمؤثرة في حقول الرياضيات المختلفة وتميز أعماله بالأصالة والتمكن، والبروفيسور تيرنس شاي شن تاو (استرالي الجنسية)، فقد عرف بحلوله الصعبة وأشهر أعماله نظرية جرين - تاو، كما اشتهر في أبحاثه حول معادلة شرودينجر. تجدر الإشارة إلى أن إجمالي عدد الفائزين ممن نالوا شرف الفوز بجائزة الملك فيصل العالمية بمختلف فروعها منذ انطلاقتها وحتى الآن بلغ (208) فائز ينتمون إلى (39) دولة إسلامية وعربية وأوروبية. في وقت قد نال عدد ممن فازوا ببعض فروع الجائزة بجوائز عالمية ذات مكانة بارزة ومشهورة مثل جائزة نوبل وغيرها من الجوائز الأخرى. وتتكون الجائزة التي يتم منحها للفائزين من شهادة (براءة) تحمل اسم الفائز.. وملخص للعمل الذي أهله ونيله شرف الحصول عليها، إضافة إلى ميدالية ذهبية ومبلغ مالي قدره (750) ألف ريال. ويتم الترشيح لكل جائزة من قبل المنظمات الإسلامية والهيئات العلمية والفكرية، كالجامعات ومراكز البحوث والمجمعات اللغوية والعالمية، حيث تقوم بترشيح من تراه مؤهلاً في كل فرع من فروع الجائزة الخمسة.